الحروب على الموارد.. سر كنز المياه الخفى فى أعماق أمريكا اللاتينية.. ثالث أكبر خزان مائى بالعالم يثير قلق العلماء وسط أزمة تغير المناخ والجفاف.. 4 دول تتقاسم حوض الجوارانى.. والمورد الحيوى يواجه أخطارا متصاعدة

الخميس، 30 أكتوبر 2025 04:00 ص
الحروب على الموارد.. سر كنز المياه الخفى فى أعماق أمريكا اللاتينية.. ثالث أكبر خزان مائى بالعالم يثير قلق العلماء وسط أزمة تغير المناخ والجفاف.. 4 دول تتقاسم حوض الجوارانى.. والمورد الحيوى يواجه أخطارا متصاعدة تأثير الجفاف واضح على الأنهار بسبب التغيرات المناخية

فاطمة شوقى

فى زمن تتزايد فيه الحروب على الموارد، تكشف دراسة علمية جديدة عن كنز مائى هائل يختبئ فى أعماق أمريكا اللاتينية، أربع دول تتقاسم ثالث أكبر خزان للمياه العذبة فى العالم، بينما يواجه هذا المورد الحيوى أخطارًا متصاعدة بفعل التغير المناخى وسوء الإدارة.

 

وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينة فى تقرير لها إلى أن أربع دول فى أمريكا اللاتينية تشترك فى واحدة من أكبر خزانات المياه العذبة فى العالم، وهى ما تعرف باسم الحوض الجوفى الجوارانى، الذى يعد مصدرا حيويا للحياة فى المنطقة وركيزة أساسية للأمن المائى العالمى.

 

ما هو الحوض الجوفى الجورانى؟ 

ويُعد الماء أحد أهم الموارد الطبيعية على وجه الأرض، إذ يمثل أساس الحياة والمحرك الرئيس للأنشطة الزراعية والصناعية والبيئية. ومع تفاقم أزمة المناخ فى السنوات الأخيرة، أصبح الحفاظ على المياه الجوفية أولوية دولية، وتأتى هذه الدراسة لتؤكد أن أمريكا الجنوبية لا تزال من أكثر المناطق ثراءً بهذا المورد الحيوى، بفضل الحوض الجوارانى الذى يختزن كميات هائلة من المياه العذبة تمتد عبر أراضى البرازيل والأرجنتين وباراجواى وأوروجواى.

 

كم تبلغ مساحة الحوض الجوفى الجورانى؟ 

وفقًا لتقديرات العلماء، يغطى هذا الحوض مساحة تبلغ نحو 1.19 مليون كيلومتر مربع، ويصل عمقه إلى أكثر من 1,500 متر، بينما تحتوى طبقاته الجوفية على ما يقارب 30,000 كيلومتر مكعب من المياه، وبهذا الحجم، يحتل الحوض الجوارانى المرتبة الثالثة عالميًا بعد الأنهار الجليدية القطبية وحوض أوجالالا فى أمريكا الشمالية، ما يجعله أحد أهم مصادر المياه العذبة غير المتجمدة على الكوكب.


ويمتد الحوض من إقليم سانتا فيه فى الأرجنتين إلى برازيليا فى البرازيل، مرورًا بالنصف الشرقى من باراجواى والغربى من أوروجواى، وتُعد هذه المياه الجوفية مصدرًا رئيسيًا لمياه الشرب لملايين المواطنين فى المنطقة، إضافة إلى كونها عاملًا حاسمًا فى الزراعة والصناعة والطاقة، فضلًا عن دورها البيئى فى المحافظة على النظم الإيكولوجية والتوازن الطبيعي.


وتُبرز الدراسة أن هذا المورد المائى ليس مجرد احتياطى طبيعى، بل نظام بيئى دقيق يواجه مخاطر متعددة، أهمها الاستخراج المفرط والتلوث الصناعيوتغير أنماط الأمطار الناتجة عن الاحتباس الحراري. ويشير العلماء إلى أن الحفاظ على هذا الخزان يتطلب تعاونًا إقليميًا مشتركًا بين الدول الأربع لضمان استدامة المياه للأجيال القادمة.


فى المقابل، تثير هذه النتائج تساؤلات حول أمن المياه العالمى، خاصة مع تصاعد النزاعات على الموارد المائية فى مناطق مختلفة من العالم، ويرى الخبراء أن نموذج الحوض الجوارانى يمكن أن يشكّل قدوة فى الإدارة المشتركة للمياه الجوفية العابرة للحدود، إذا ما تم وضع اتفاقيات تضمن التوزيع العادل والاستخدام المستدام لهذا المورد الحيوي.


ويُعد هذا الحوض اليوم مثالًا بارزًا على التفاعل بين العلم والسياسة والبيئة، حيث تسعى الحكومات إلى موازنة التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية. وقد أكد التقرير أن الاستفادة من المياه الجوفية بشكل مفرط من دون خطط مراقبة دقيقة قد يؤدى إلى تدهور نوعية المياه وتراجع مستوياتها، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا للتنوع الحيوى والزراعة فى المنطقة.


من ناحية أخرى، لفت التقرير، إلى أن أمريكا اللاتينية، رغم وفرة مواردها المائية، ليست بمنأى عن التحديات، إذ تعانى بعض مناطقها من سوء إدارة المياه وضعف البنية التحتية، ما يجعل الاستثمار فى التكنولوجيا المائيةوالبحث العلمى أمرًا ملحًا لتفادى الأزمات المستقبلية.


ويرى الخبراء أن الحوض الجوارانى يُعد كنزًا مائيًا استراتيجيًا للعالم، وأن الحفاظ عليه مسؤولية جماعية تتجاوز الحدود الوطنية. فبينما تزداد حدة التغير المناخى، تزداد أهمية مثل هذه الاكتشافات التى تذكر البشرية بقيمة الماء كمصدر للحياة، لا مجرد مورد اقتصادي.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب