وجدت أبحاث طبية حديثة أدلة قوية تربط بين سوء نظافة الفم، وخاصة عدم تنظيف الأسنان ليلًا، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويشير الأطباء والباحثون إلى أن ما يحدث داخل فمك يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على صحة قلبك مع مرور الوقت، مما يجعل من الضروري الحفاظ على عادات منتظمة للعناية بالفم يوميًا، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
لماذا يعد تنظيف الأسنان بالفرشاة قبل النوم أمرًا مهمًا؟
يساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة قبل النوم على إزالة بقايا الطعام والبلاك والبكتيريا المتراكمة على مدار اليوم، وعندما لا تُنظف هذه البكتيريا، تستمر في النمو داخل الفم طوال الليل، وأثناء النوم، يُنتج الجسم كمية أقل من اللعاب، مما يعني أن البكتيريا الضارة لا تزال بفعالية كما هي خلال النهار، وهذا التراكم البكتيري لا يُلحق الضرر بالأسنان واللثة فحسب، بل يسمح أيضًا للبكتيريا بدخول مجرى الدم عبر اللثة، مما قد يُؤدي إلى التهاب في أجزاء أخرى من الجسم.
وينصح أطباء الأسنان بتنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا على الأقل باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، على أن يكون مرة منها قبل النوم مباشرة، حيث تساعد هذه الممارسة على منع تكوين البلاك، وتسوس الأسنان، والتهابات اللثة مثل التهاب دواعم الأسنان، والتي يمكن أن تساهم جميعها في حدوث مضاعفات صحية أوسع نطاقًا إذا تركت دون علاج.
تخطي تنظيف الأسنان بالفرشاة ليلاً يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
كشفت دراسة نُشرت في مجلة القلب الأوروبية أن الأشخاص الذين يهملون تنظيف أسنانهم ليلاً كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن ينظفونها بانتظام، وأشارت الدراسة إلى أن الحفاظ على نظافة الفم الجيدة قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وحتى قصور القلب، وأوضح الأطباء إهمال تنظيف الأسنان ليلًا قد يسمح للبكتيريا الفموية الضارة بالانتقال عبر مجرى الدم، مسببًا التهابًا يؤثر على القلب والأوعية الدموية، ومع مرور الوقت، يمكن أن يساهم هذا الالتهاب في حالات مثل تصلب الشرايين، حيث تتصلب الشرايين أو تضيق بسبب تراكم اللويحات.
ومع أن البحث لا يدعي أن سوء نظافة الفم يُسبب أمراض القلب مباشرة، إلا أنه يُشير إلى وجود علاقة وثيقة بينهما، ويؤكد الباحثون أن الحفاظ على أسنان نظيفة وصحية يُمكن أن يُمثل إجراءً وقائيًا من أمراض القلب والأوعية الدموية.
كيف تؤثر صحة الفم على القلب؟
يحتوي فم الإنسان بشكل طبيعي على ملايين البكتيريا، معظمها غير ضار عند الحفاظ على توازنها من خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة واستخدام الخيط بانتظام، ومع ذلك، عند إهمال نظافة الفم، تتكاثر البكتيريا الضارة ويمكن أن تدخل مجرى الدم عبر نزيف اللثة أو العدوى، وبمجرد دخولها مجرى الدم، يمكن لهذه البكتيريا أن تُحفز استجابة التهابية من جهاز المناعة في الجسم، ويُعد الالتهاب المزمن أحد عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وأفادت جمعية القلب الأمريكية، بالإضافة إلى العديد من الدراسات العالمية، بأن الأشخاص المصابين بأمراض اللثة، والمعروفة أيضًا بالتهاب دواعم السن، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وتشمل هذه الأمراض، مرض الشريان التاجي، وقصور القلب، وحتى بعض التهابات صمامات القلب، قد يؤدي الالتهاب الناتج عن بكتيريا الفم إلى تكوّن رواسب دهنية في الأوعية الدموية، مما يُضيقها ويُعيق تدفق الدم، وهذا قد يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية ومضاعفات القلب والأوعية الدموية الأخرى، لذلك فإن الحفاظ على صحة اللثة والأسنان لا يقتصر على المظهر فحسب، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحماية القلب.
مشاكل الأسنان التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
يمكن أن تؤدي نظافة الفم السيئة إلى العديد من مشكلات الأسنان، والتي يرتبط الكثير منها بمشكلات متعلقة بصحة القلب:
أمراض اللثة (التهاب دواعم الأسنان): وهى عدوى حادة تُلحق الضرر بالأنسجة الرخوة والعظام الداعمة للأسنان، وتسمح للبكتيريا بدخول مجرى الدم بسهولة، مما يُعزز الالتهاب.
فقدان الأسنان : قد يشير فقدان الأسنان إلى أمراض اللثة طويلة الأمد أو فقدان العظام، وكلاهما مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.
التسوس غير المعالج: يمكن أن يؤدي التسوس الذي يتطور عميقًا في السن إلى حدوث عدوى، والتي قد تنتشر في بعض الحالات إلى أعضاء أخرى من خلال مجرى الدم.
التهاب الفم: يشير التورم أو الاحمرار في اللثة إلى وجود عدوى ويمكن أن يزيد من استجابة الجسم الالتهابية، مما يضع ضغطًا على الجهاز القلبي الوعائي.
فيما يلى.. توصيات الخبراء للحفاظ على نظافة الفم لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
قم بتنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين على الأقل يوميًا: مرة بعد الاستيقاظ ومرة قبل النوم، باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
استخدم خيط الأسنان بانتظام: يزيل خيط الأسنان جزيئات الطعام والبلاك بين الأسنان حيث لا تستطيع فرشاة الأسنان الوصول إليها.
استخدم غسول الفم: يساعد غسول الفم المضاد للبكتيريا على التحكم في نمو البكتيريا ويحافظ على انتعاش النفس.
قم بزيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر: حيث تساعد الفحوصات المنتظمة في اكتشاف العلامات المبكرة لأمراض اللثة أو التسوس.
الحد من الأطعمة والمشروبات السكرية: حيث إن السكر يغذي البكتيريا التي تسبب البلاك والتسوس.
تجنب التدخين : تزيد منتجات التبغ من خطر الإصابة بأمراض اللثة والالتهابات الأخرى.
ومن خلال الحفاظ على هذه العادات، يمكن للأفراد تقليل العدوى الفموية وتأثيرها المحتمل على صحة القلب بشكل كبير.
ارتباط أوسع بين صحة الفم والصحة العامة
إلى جانب صحة القلب والأوعية الدموية، ارتبطت صحة الفم السيئة بأمراض جهازية أخرى، مثل داء السكري، والتهابات الجهاز التنفسي، ومضاعفات الحمل، حيث أنه لدى مرضى السكري، قد تُصعب أمراض اللثة التحكم في مستويات السكر في الدم، بينما قد تزيد من خطر الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل، وتُؤكد هذه النتائج على ضرورة الاهتمام بصحة الفم.