مجدى أحمد على

يا سينما يا غرامى أهمية أن نتثقف يا ناس!! 8

الأحد، 26 أكتوبر 2025 06:16 م


بعد أيام من إرسال قائمة بأسماء مقترحة للسيد الوزير لاختيار أحدهم في منصب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية راعيت فيها ما طلبه (وصدقته!) من حيث قدرة الشخص المرشح على مواجهة النقد والانتقاد الذي قد يصل في المناخ الحالي إلى درجة التجريح وحتى التهديد ... وكذلك أن يكون المرشح مثقفا منغمسا في الحياة الثقافية المصرية وأن يكون – طبعا – ملما بفني السينما وأساليب الانتاج والاخراج الحديثة وأن يتمتع بروح ليبراليه منفتحة على آفاق الإبداع وضروراته مقدرًا للمبدعين محاولا أن يصل إلى المعادلة الصعبة (بل والمستحيلة تقريبا) وهي محاولة إرضاء السلطة والمجتمع وعدم إحباط المبدع في نفس الوقت بالحجر على إبداعه وقتله قبل ظهوره للجماهير.
وطبعا لن أذكر الأسماء التي رشحتها ولكني سأذكر فقط فحوى مكالمة السيد الوزير كما أتذكرها.
- إيه يا أستاذ مجدي إنت باعت قائمة كلها عواجيز؟
- عواجيز إزاي يا معالي الوزير القايمة كلها شباب وناس قادرة على العمل والعطاء.
- إنت ما تعرفش إني ما أقدرش أعين حد فوق الستين ولازم كمان يكون موظف في الدولة؟
لا مش عارف بالنسبة للمناصب اللي ليها طابع ثقافي أو فني أظن أن ممكن فيها الاستثناء.
- لا مفيش استثناءات إطلاقا
- ولا تحايلات زي مثلا تعين نائب وزير (منصب سياسي) يتولى المنصب بقرار من سيادتك( وهو ماحدث بعد ذلك).
- (بعد صمت) .. الاتجاه دلوقتي ناحية الشباب في كل حاجة
- ماشي ولو أني مش فاهم إزاي واحد يبقى قوي وشجاع وعنده خبرة ومثقف وقادر على مواجهة تحديات وضغوط ويكون شاب صغير؟ كمان القايمة التي بعتها لسيادتك فيها أكثر من نصها شباب صغير ... يعني في الأربعينات كده..
- على العموم شكرا يا عم مجدي تعبناك معانا...!!
- العفو يا معالي الوزير وأخبار موضوع الأرشيف القومي.
- قريب إنشاء الله هتسمع أخبار كويسة جدا.
- أنا في الانتظار .. ربنا يوفقك.
وانتهت المكالمة وانتظرت اسبوعا لأتلقى الأخبار السعيدة التي وعدني بها سيادة الوزير والتي كانت عبارة عن.. مكالمة من الزميل حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما وقتها وكانت هذه الاستجابة من أغرب ما عرفت في حياتي المهنية.


الأستاذ حسين يحدثني عن تطوير (الأرشيف) التابع للمركز القومي وتجديد النسخ وتحسين ظروف التخزين.. إلخ وبعد وقت من المكالمة يهنئني الزميل حسين أن هذه المكالمة كانت بطلب من السيد الوزير الذي يريد (طمأنتي) بأن كل شئ على ما يرام بخصوص موضوع الأرشيف.


ورغم أن الموضوع (ضحك كالبكاء) على رأي عمنا أبو الطيب المتنبي فقد أصبت بصدمة حقيقية: هل يعتقد سيادة الوزير أن ما قصدته بالأرشيف القومي للسينما تشبه الأرشف القومي الفرنسي هو ذلك (المخزن) في الدور الأرضي من مبنى المركز القومي؟ هل يفهم السيد وزير الثقافة المحترم أن كلمة أرشيف لا تعني سوى (تجميع) لنسخ افلام بصرف النظر حتى عن ظروف تخزينها؟ وهل يعلم سيادة الوزير أن هذا المخزن لا يحتوي سوى على عدد محدود جدا من الأفلام البوزتيف (الموجبة) سريعة التلف والتي كانت تسمى نسخة الإيداع التي كان المنتج مجبرا على إيداعها قبل التصريح لفيلمه وأنه كان يتعمد إيداع أكثر.النسخ رداءة وغير القابله للعرض لمجرد تسديد الخانات؟


وهل لا يعلم السيد الوزير أن معظم الأفلام إما تحللت أو سافرت ولم تعد وأن فرزا أمينا ودقيقا لها المخزن لم يحدث منذ عقود؟ وهل لا يعلم السيد الوزير أن المركز كان ينتج بنجاح عشرات الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة لعدد من كبار المبدعين المصريين كخيري بشارة ومحمد خان وعاطف الطيب وحتى شادي عبد السلام وهاشم النحاس وعلى بدرخان وأن لا أحد يعرف مصير هذه الأفلام ولا حالتها داخل (مخزن) المركز القومي للسينما؟!
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة