برزت الباكستانية ملالا يوسف زاي على الساحة العامة في الخامسة عشرة من عمرها، بعد تهديد طالبان حياتها، وسرعان ما أصبحت رمزًا عالميًا معروفًا بشجاعتها وصمودها، ولكن بعيدًا عن الكاميرات والحشود، أمضت سنواتٍ تكافح لإيجاد مكانها في عالمٍ غير مألوف وفى كتابها "العثور على طريقي"، تأخذنا ملالا إلى ما هو أبعد من العناوين الرئيسية في كتاب مذكراتٌ تزخر بالأصالة والفكاهة اللاذعة والحنان.
"العثور على طريقي" قصة صداقة وحبٍّ أول، وقلق واكتشاف للذات، ومحاولة البقاء على طبيعتك عندما يريد الجميع إخبارك من أنت ففي الكتاب، تتبع ملالا مسار حياتها من فتاة انطوائية في المدرسة الثانوية إلى طالبة جامعية متهورة، إلى شابة تعيش بسلام مع ماضيها من خلال لحظات صريحة، غالبًا ما تكون فوضوية، مثل رسوبها في الامتحانات تقريبًا، وتجاهلها، ولقاءها بحب حياتها، تُذكرنا ملالا بأن النماذج الحقيقية ليست مثالية، بل هي بشرية.
في هذه المذكرات المذهلة، تُعيد ملالا تقديم نفسها للعالم، مُشاركةً كيف شقت طريقها في الحياة كشخصٍ هددت أحلك لحظاته بتحديد مسارها، بينما كانت تسعى جاهدةً لاكتشاف هويتها الحقيقية.
كتاب "إيجاد طريقي" نظرةٌ حميمة على حياة شابةٍ تتولى زمام مصيرها، وشهادةٌ شخصيةٌ عميقةٌ على القوة اللازمة لتكون على سجيتك دون أي اعتذار.
الكتاب الأول
والكتاب ليس الأول لملالا إذ قامت "ملالا" بتأليف كتاب عن مذكراتها اليومية بعنوان "أنا ملالا.. ناضلتُ دفاعاً عن حق التعليم وحاول طالبان قتلى" وذلك بالاشتراك مع الصحفية الأمريكية كريستينا لامب، والتى تم نشرها فى أكتوبر 2013 من قِبل شركة ليتل براون للنشر فى الولايات المتحدة وشركة ويدنفيلد ونيكلسون فى المملكة المتحدة.
ويحتوى الكتاب على خمسة أقسام إضافة إلى المقدمة والخاتمة، وكل قسم يحوى عدة فصول، الأقسام هى: "ما قبل طالبان"، "وادى الموت"، "ثلاث فتيات وثلاث طلقات"، "بين الحياة والموت"، "حياة ثانية".
وتتحدث فيه "ملالا" عن حكايتها وحكاية بلدها وتعاقب السلطات فيها، ومحاولة تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل أحد مسلحى طالبان، ودورها فى الانتصار لحق الفتيات فى التعليم، وتحدى الجهل والتخلف.