قالت الناقدة الموسيقية إيناس جلال الدين إن الحديث عن الموسيقار محمد فوزي يجعلنا نشعر وكأنه ما زال حاضرًا بيننا، رغم رحيله منذ عقود، مشيرة إلى أن هذا الإحساس يعود إلى قراره الواعي بأن يترك بصمة لا يطويها الزمن.
وأضافت فى تصريحات لـ"التليفزيون المصري"، أن فوزي كان حالة استثنائية في تاريخ الإبداع، إذ امتلك شخصية فنية متجددة، تجمع بين الأصالة والتجريب، مؤكدة أن نشأته في طنطا كان لها تأثير واضح على تكوينه الفني، لأن المدينة تمتاز بحبها العميق للموسيقى والإنشاد والمديح النبوي، وهو ما انعكس على كثير من الفنانين الذين خرجوا منها مثل محمد ثروت، وعبده داغر، وهاني شنودة.
وأوضحت أن محمد فوزي قرر أن يكون مختلفًا عن المدرسة التقليدية في التلحين والغناء، فقدم ألحانًا مبهجة تميل إلى الخفة والمرح في وقت كانت الأغاني الكلاسيكية الحزينة هي السائدة.
وتابعت أن تميزه ظهر في تفاصيل الأداء والتقطيع الموسيقي والعُرب التي كانت تخصه وحده، فضلًا عن قدرته على التنوع في الصوت والغناء مع الأطفال أو في الثنائيات الغنائية.
وأشارت جلال الدين إلى أن فوزي، إلى جانب الراحل فريد الأطرش، حملا على عاتقهما تطوير شكل الفيلم الغنائي في السينما المصرية، مؤكدة أنه كان امتدادًا للمسرح الغنائي الذي ازدهر في نهايات القرن التاسع عشر.
وأضافت أن دراسته في معهد الموسيقى العربية وعمله مع فنانات مثل بديعة مصابني وفاطمة رشدي أسهما في صقل موهبته وجعلت منه فنانًا متكاملًا قادرًا على التجديد والابتكار.