يتساءل كثيرون من وقت لآخر حول موقف الديانة المسيحية من شرب الخمر، وهل تعتبره محرماً كما في بعض الديانات الأخرى، أم أن التحريم يرتبط بطريقة الاستخدام لا بالمادة نفسها؟
وفي إحدى عظات الراحل البابا شنودة الثالث، أوضح أن الكتاب المقدس لم يحرم المادة ذاتها، وإنما حرم سوء استخدامها، قائلاً: "مفيش مادة حرام، لكن لو استخدمت مادة استخدام سيئ، فهنا يكون الحرام".
وأكد البابا شنودة، أن الخمر كمادة ليست محرمة في حد ذاتها، موضحًا أنه لو كانت كذلك "ما كناش نقدر نستخدمها في الأسرار المقدسة، خاصة في سر التناول".
وأضاف أن الخطأ لا يكمن في الخمر نفسها، وإنما في نسبة الكحول الموجودة بها، مشيرًا إلى أن هناك أنواعا من الخمر تحتوي على نسبة كحول بسيطة (4% إلى 5%)، بينما توجد أنواع أخرى تصل فيها النسبة إلى 50 أو 60%، وهي التي تضر الإنسان صحياً وتؤثر على وعيه وتجعله يتصرف بصورة لا تليق بكرامته.
وتابع قداسة البابا أن الكحول ذاته ليس محرماً، إذ يُستخدم في صناعة الأدوية وفي كثير من المستحضرات الطبية، موضحًا أن الخطر الحقيقي يكمن في الاعتياد والإفراط، قائلاً: "إحنا ما بنشربش خمر، لأن ممكن الواحد يبتدي بحاجة بسيطة ويتطور عنده الأمر لعادة تفسد حياته وتؤذيه".