الجفاف يكشف أسرار الحضارات الغارقة.. اكتشافات مذهلة من بيرو إلى نهر الدانوب تُعيد كتابة التاريخ.. العثور على تماثيل تعود لـ3800 عام.. سفن حربية من الحروب العالمية تعود للظهور.. وبقايا مدن وجسور تظهر على السطح

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 02:46 ص
الجفاف يكشف أسرار الحضارات الغارقة.. اكتشافات مذهلة من بيرو إلى نهر الدانوب تُعيد كتابة التاريخ.. العثور على تماثيل تعود لـ3800 عام.. سفن حربية من الحروب العالمية تعود للظهور.. وبقايا مدن وجسور تظهر على السطح حجارة ستونهينج الإسباني يظهر بسبب الجفاف

فاطمة شوقى

يكشف الجفاف الذى يعانى منه العالم إلى وجه التاريخ المدفون ، ففي الوقت الذى يؤدى هذا الجفاف إلى تهديد واضح للزراعة والمياه ، إلا أنه يكشف أسرار عمرها الاف السنوات ، محدثا موجة من الاكتشافات الأثرية التي تربط بين تغير المناخ وحضارات سادت ثم اندثرت.


فى أمريكا اللاتينية ، عثر علماء الأثار فى بيرو فى موقع فيتشاما القريب من مدينة كارال على تمثالين صغيرين من الطين يمثلان ضفدعين في وضع التزاوج، يعود تاريخهما إلى نحو 3800 عام،  ووفقا لوزارة الثقافة البيروفية، يرمز التمثال إلى أمل بهطول المطر بعد سنوات من الجفاف الشديد الذي ضرب المنطقة آنذاك.

بيرو ضفدع
بيرو ضفدع


ويرى الخبراء أن هذه الاكتشافات لا تقتصر على قيمتها الفنية أو الدينية، بل تكشف أيضا عن مدى تأثر المجتمعات القديمة بتقلبات المناخ، وكيف شكل الجفاف أحد أسباب انهيار حضارة كارال التي كانت مزدهرة قبل 1800 عام من ميلاد حضارة الإنكا.

أما في المكسيك، فقد أضافت دراسة علمية جديدة بُعدًا آخر للقصة. فقد حلل  باحثون ترسبات كهوف يوكاتان ووجدوا دلائل على جفاف دام نحو 13 عامًا في أواخر القرن التاسع الميلادي، يُعتقد أنه أسهم بشكل مباشر في انهيار حضارة المايا الكلاسيكية ، وأشارت الدراسة إلى أن تغير المناخ لم يكن مجرد خلفية للأحداث التاريخية، بل كان عاملا حاسما في سقوط إمبراطوريات بأكملها.


وفى أوروبا أدى انحسار الأنهار الكبرى ، مثل الدانوب والراين والإبرو ، إلى ظهور مشاهد مدهشة أعادت إلى السطح بقايا مدن وجسور وسفت كانت مغمورة لعقود، ففي ألمانيا كشفت موجة الجفاف فى أغسطس عن بقايا سفن حربية تعود للحرب العالمية الثانية ، كانت راقدة فى قاع نهر الالبة، وفى إسبانيا ، ظهر من جديد ما يعرف بـ ستونهينج الإسباني، وهى دائرة من الحجارة في منطقة دولمين دي جوادالبيرال  بعد أن ظلت مغمورة تحت المياه منذ إنشاء سد فالديكاناس في ستينيات القرن الماضي.


ويرجع تاريخ الموقع إلى نحو 5 آلاف قبل الميلاد ، ويعد من اندر المعالم الحجرية فى شبة الجزيرة الأيبرية ويمثل كنز اثري لا يقدر بثمن ، وظهر إلى النور مجددا بفض ظاهرة مناخية قياسية.


أما فى شرق أوروبا ، فقد ظهر انحفاض منسوب نهر الدانوب علامات محفورة على الصخور تعرف باسم احجار الجوع ، وكانت تستخدم فى القرون الوسطى كتحذيرات من المجاعات التي ترافق فترات الجفاف ، والنقوش كان مكتوب عليها ، إذا رأيتنى فأبك، وهى التي عادت لتذكير الأوروبييين أن التاريخ يعيد نفسه وأن آثار الازمات القديمة ما زالت تتحدث فى وجه أزمات العصر الحديث.


وتُظهر هذه الظواهر أن الجفاف، رغم كونه كارثة بيئية، قد أصبح أداة علمية لكشف الماضي، فقد ساهمت موجات الجفاف الأخيرة في تسليط الضوء على العلاقة العميقة بين المناخ والحضارة، وأعادت إلى طاولة البحث سؤالًا قديمًا جديدًا: هل يمكن للبشر اليوم أن يتعلموا من انهيارات الأمس كي يتفادوا مصيرًا مشابهًا؟


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة