في مشهد بات معتاداً على الرياضة المصرية بشكل عام والألعاب الأخرى على وجه التحديد، بدأ تصدير الأزمات مبكراً قبل الاستعداد لأولمبياد لوس أنجلوس 2028، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في لعبتي، تنس الطاولة والمصارعة، بعد تصدرهما المشهد في الأيام الأخيرة ليدقا ناقوس الخطر بشكل عاجل من أجل وضع حلول جذرية للحفاظ على المواهب المصرية قبل الحدث الرياضي الأبرز.
ورغم محاولات الدولة المصرية في التصدي للمغريات المادية من الدول الأخرى، إلا أن نهاية عصر الانتماء الرياضي، زاد من صعوبة الأمر في ظل تهافت الدول على تحقيق الإنجازات الرياضية بشتى الطرق حتى وإن كانت عن طريق التجنيس والذي أصبح يمثل أكبر المخاطر على المواهب المصرية.
أزمة عمر عصر
شهدت البطولة الأفريقية لتنس الطاولة، أزمة بين عمر عصر ومحمود أشرف لاعبا المنتخب الوطني، خلال منافسات الفرق، لرفض الأخير تشجيع عصر خلال مباراته بمنافسات الفرق فقال عمر عصر: "هضربك بالمضرب ومش هلعب إلا لما يخرج من الصالة".
وقرر مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة المهندس ياسر إدريس تحويل كل من عمر عصر ومحمود أشرف لاعبا منتخب تنس الطاولة ومديرهما الفنى إلى لجنة القيم، للتحقيق العاجل فيما جرى بين اللاعبين من تجاوزات على هامش المشاركة فى بطولة أفريقيا، والتى أقيمت مؤخرا فى تونس وفازت بلقبها مصر بعدما حصدت كل الميداليات الذهبية فى منافسات الرجال والسيدات؛ وهو إنجاز لم يتحقق منذ عشرين عاما.

كيشو يسعى للعب تحت العلم الأمريكي
في صدمة قوية لاتحاد المصارعة، أثيرت أنباء قوية عن سعي البطل الأولمبي محمد إبراهيم كيشو، صاحب برونزية أولمبياد طوكيو 2021، للعب تحت العلم الأمريكي وتحويل انتمائه خلال الفترة القادمة، وهو ما أكده تواجد اللاعب في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً للتدريب مع بذله عدة محاولات لإتمام إجراءات التجنيس، متحججاً بأنه رغم تتويجه بـ 5 بطولات عالم و13 بطولة أفريقية، فإنه يشعر بعدم وجود خطة واضحة أو دعم مستمر للأبطال الرياضيين في مصر.
وقال كيشو في تصريحات تلفزيونية: "إحنا بنتعب وبنحقق بطولات، لكن مفيش حد بيكمل معانا الطريق، ولا في خطة لتطوير أوضاعنا بعد الإنجاز".

قواعد المشاركة تدق ناقوس الخطر على الاسكواش
قررت اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية تقليص عدد اللاعبين المشاركين من 32 إلى 16 لاعباً لكل فئة (رجال ونساء)، وذلك ضمن جهودها للسيطرة على التكاليف، وهو ما وضع اللاعبين المصريين تحت ضغط كبير، خاصة وأن الفراعنة يسيطرون تماماً على اللعبة، فبعد هذا القرار من الأولمبية الدولية، حدد الاتحاد الدولي للاسكواش عدد المشاركين في الأولمبياد من كل دولة، بأن يكون لاعباً ولاعبة فقط من كل دولة، هذا الأمر لم يثر التنافس فقط بين المواهب المصرية، بل أثار أيضاً جهود الدول الأخرى لإقناع بعض المواهب المصرية في اللعب تحت علمها من أجل ضمان فرصة أكبر في المشاركة بالأولمبياد.

مصر تحارب الإغراءات
لم تقف الدولة المصرية في موقف المتفرج أمام كل هذه الأزمات بل رفعت المكافآت المقررة للميداليات الأولمبية، حيث وتقرر أن ينال الفائز بالميدالية الذهبية 5 ملايين جنيه (قرابة 100 ألف دولار)، والفائز بالميدالية الفضية 4 ملايين جنيه (قرابة 80 ألف دولار)، والفائز بالميدالية البرونزية 3 ملايين جنيه (قرابة 60 ألف دولار)، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز بمقدار ألف يورو (1100 دولار) وساعة يد قيمة.
وزير الرياضة يطالب بإجراءات رادعة
وزارة الرياضة أصدرت من جانبها بياناً لتحجيم عملية التجنيس مبكراً، جاء كالتالي:
في إطار حرص الدولة المصرية على حماية شبابها ورياضييها من أي محاولات استغلال أو تجنيس غير قانونية، تابعت وزارة الشباب والرياضة باهتمام بالغ ما تم تداوله بشأن محاولات بعض الجهات الخارجية استقطاب عدد من اللاعبين المصريين وتجنيسهم بطرق غير مشروعة.
وأثارت هذه الممارسات استياءً واسعاً داخل الأوساط الرياضية المصرية والإفريقية، لما تمثله من انتهاك صارخ للقيم الأولمبية، ومخالفة للقوانين المنظمة لانتقال الرياضيين بين الدول، فضلًا عن كونها شكلًا من أشكال الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر عبر استغلال الظروف الاجتماعية لبعض الأبطال الشباب.
وفي هذا السياق، وجّه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بمتابعة الملف على أعلى مستوى بالتنسيق مع جميع المؤسسات الرياضية القارية والدولية و الأولمبية.
وتم البدء بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية المصرية والاتحاد المصري للمصارعة والكونفدرالية الأفريقية للمصارعة والاتحاد الدولي للعبة، حيث تم اتخاذ عدة خطوات رسمية تضمنت:
أولاً: مخاطبة رسمية من الكونفدرالية الأفريقية للمصارعة إلى الاتحاد الدولي للعبة والاتحادات الوطنية المعنية، لوقف أي محاولات تجنيس غير قانونية للاعبين المصريين.
ثانياً: التأكيد على احترام سيادة الدولة المصرية وحقها في الحفاظ على أبنائها الرياضيين الذين يمثلون مصر في المحافل الدولية.
ثالثاً: إدراج القضية على طاولة النقاش بالاتحاد الدولي للمصارعة لضمان اتخاذ إجراءات رادعة بحق أي جهة أو أفراد يثبت تورطهم في عمليات تغرير أو استقطاب خارج الأطر القانونية.
رابعاً: إشادة بالتحرك الإفريقي الموحد الذي يقوده رئيس الكونفدرالية الإفريقية ونائب رئيس الاتحاد الدولي فؤاد مسكوت، والذي أكد رفض القارة الإفريقية لأي ممارسات تمس نزاهة الرياضة أو كرامة اللاعبين.
وتؤكد وزارة الشباب والرياضة أن الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تتعامل بحزم مع أي محاولات للمساس بحقوق شبابها أو العبث بانتمائهم الوطني، وتضع حماية أبنائها في مقدمة أولوياتها.
وتهيب الوزارة بجميع الاتحادات الرياضية المحلية والدولية التعاون الكامل لمنع تكرار مثل هذه الوقائع التي تمثل خطراً أخلاقياً وإنسانياً على مستقبل الرياضة العالمية.
وفى ذات السياق تؤكد الوزارة فى ضوء الدعم الكامل من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للمنظومة الرياضية بكافة مفرداتها ..تؤكد الوزارة حرصها على رعاية أبنائها من الابطال الرياضيين فى مختلف اللعبات الرياضية وانفتاحها فى ذات الوقت للتدخل الفوري لحل أية مشكلات أو عقبات أو تذليل كافة المتطلبات لابطالنا الرياضيين على كافة المستويات الفنية والإدارية والمالية واللوجستية فضلا عن التنسيق مع جميع مؤسسات الدولة لحل أية مشكلات تعتري الأبطال على المستويات الاجتماعية والتعليمية وغير من المتطلبات.