لا يكل ولا يمل، لا يعرف الجلوس فى التكييف، لا يوقفه طقس أسيوط، الشديد الحرارة صيفا والشديد البرودة شتاء، لا يتوانى فى حساب المقصرين، يجوب المحافظة من أقصاها إلى أقصاها، يتصدر المشهد فى الحوادث والحرائق الضخمة، يتابع المدارس ويعاقب المقصرين، يشارك الفلاح موسم الحصاد، ويتصدى لمافيا الأسمدة ويتابع نشاطات مجالس إدارات الجمعيات الزراعية والتعاونية، يتابع مواقف السيارات والالتزام بخطوط السير وتعريفة الركوب، يهتم بالمستشفيات، ومياه الرى والشرب والكهرباء، يساعد الفقراء، يشرف على كل كبيرة وصغيرة فى أعمال وكلاء الوزارات.
هشام أبو النصر محافظ أسيوط الذى ورث حملا ضخما من المشاكل، أصبح واحدا من أهم من تقلد مسئولية أسيوط، كانت المحافظة تشتاق لرجل مثله، وقد جاءها فى ظروف صعبة، كانت السلبيات بالجملة، والمعوقات لا تنتهى، ولا أحد يتابع مشكلات المواطن إلا فى أضيق الحدود.
عندما كنت فى أسيوط قبل أيام اندهشت من كثرة أخبار المحافظ، المحافظ اليوم فى مركز الغنايم أقصى الجنوب وغدا فى ديروط على الحدود مع المنيا فى الشمال وقبل ذلك فى ساحل سليم والبدارى فى الشرق، وفى كل جولة قرارات حاسمة، كأنه أراد ألا يكون للفساد والتقصير مكان فى أسيوط، كأن الرجل يريد أن يقضى على المشكلات ليتفرغ كليا للإنجازات، طموحاته كبيرة ومتمددة.
وبقدر سعادتى بما يفعل اللواء هشام أبو النصر كان استغرابى من قدرته على الإنجاز والمتابعة، وفكرت لماذا هذا الرجل بهذا النشاط ولماذا يتميز محافظ عن آخر، وبسرعة تذكرت أن أبو النصر رجل أمن لم يعتد فى حياته الجلوس فى المكاتب، بل ظل فى الشارع وسط الناس، كان كذلك عندما كان مديرا لأمن الجيزة قبل تقلده منصب محافظ أسيوط، وتذكرت أن قيادات الأمن عادة يتسمون بالطموح، ولديهم إصرار عجيب على النجاح فى كل ما يتولون من مسئوليات، ورسخ فى يقينى ضرورة أن يكون فى كل محافظة أبو النصر فى منصب المحافظ ومدير المديرية وحتى المسئول الصغير، وصدقونى وقتها سنتقدم، ونشعر بالراحة والرخاء وسيتقدم الوطن.
تحية إجلال وتقدير إلى اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط، وإلى كل محافظ يسير على درب أبو النصر، وتهنئة من القلب لشعب أسيوط العظيم الذى يستحق أبو النصر القادر على حل المشكلات ووأد المعوقات ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وحارم المسئولين من مساعديه من الجلوس فى المكاتب المكيفة.. والله من وراء القصد.