فيسبوك
واتساب
في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وبعد دخول السياح إلى متحف اللوفر، لمشاهدة القطع الأثرية النادرة، دق جرس الإنذار، ليعلن سرقة المتحف، في واحدة من أكبر عمليات السطو التي لم يشهدها العالم منذ سنوات .
وفورًا أعلنت السلطات الفرنسية، إغلاق متحف اللوفر في باريس مؤقتًا، بعد عملية السرقة التي وصفتها بالخطيرة والغير مسبوقة ، حيث استهدفت إحدى أهم مجموعات المجوهرات التاريخية في المتحف.
وزيرة الثقافة الفرنسية تعلن أن القطع المسروقة من متحف اللوفر لا تقدر بثمن
وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، في تصريحات صحفية من موقع الحادث، إن السلطات فتحت تحقيقًا موسعًا لتحديد هوية الجناة، مشيرة إلى أن المتحف يتعاون بشكل كامل مع الأجهزة الأمنية، وأضافت: لم تسجل أي إصابات، لكن الخسارة ثقيلة جدًا فالقطع المسروقة لا تقدر بثمن .
كيف تمت سرقة متحف اللوفر
ووفقًا للتحقيقات الأولية وتقارير صحيفة لو باريزيان ، وقعت السرقة بين الساعة 9:30 و9:40 صباحًا، أثناء افتتاح المتحف، حيث وصل اللصوص وعددهم بين 3 و4 أشخاصعلى متن دراجتين بخاريتين من طراز T-Max، ودخلوا من رصيف نهر السين مستغلين أعمال صيانة جارية بالموقع، واستخدموا رافعة للوصول مباشرة إلى الطابق الأول، حيث معرض أبولو ، أحد أهم أجنحة اللوفر.
وبعد كسر نافذة زجاجية باستخدام منشار كهربائي صغير، دخل اثنان من اللصوص إلى الغرفة المستهدفة، بينما بقي الثالث بالخارج، وخلال 7 دقائق فقط، تمكنوا من فتح علبتى عرض مخصصتين لـ مجوهرات نابليون و مجوهرات سيادية وسرقة تسع قطع، بينها تاج الإمبراطورة أوجيني، وقلادة ودبوس وعدة قطع فريدة من المجموعة الإمبراطورية.
فيما وصف شهود عيان لصحيفة لوباريزون لحظات الهجوم بأنها كانت صادمة ، حيث قال أحد الزوار إن حراس الأمن أغلقوا الأبواب بشكل مفاجئ، فيما حاول مئات الزوار المغادرة وسط حالة من الارتباك والذعر، وانتشرت الشرطة بسرعة في محيط المتحف وأغلقته لأسباب أمنية استثنائية.
كيف هرب المتهمون بسرقة متحف اللوفر
وبحسب المصادر الأمنية، تم العثور لاحقًا على دراجة بخارية استخدمها الجناة قرب الموقع، بينما عثر على تاج الإمبراطورة أوجيني المسروق خارج المتحف بعد أن سقط أثناء فرارهم، وقد تعرض التاج لكسر جزئي.
تاريخ تاج الملكة أوجينى
ويعد هذا التاج من أشهر مقتنيات المتحف، إذ صنع عام 1855 في دار المجوهرات Chaumet، ويضم أكثر من 2500 ماسة وزمردات نادرة، وكان رمزًا للبذخ الإمبراطوري في القرن التاسع عشر.
وزير داخلية فرنسا يخشى صهر الذهب
من جانبه أكد وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، في تصريحات إذاعية أن العملية كانت احترافية للغاية، مضيفًا: اللصوص استخدموا أدوات دقيقة وخطة محكمة ، واستغرقت هذه السرقة 7 دقائق فقط .
وأشار نونيز، إلى أن وحدة مكافحة اللصوصية صاحبة أعلى معدلات الكشف عن القضايا في فرنسا تتولى التحقيق، وسط مخاوف من أن تتم عملية صهر الذهب والماس المسروق وبيعه بشكل غير قابل للتتبع.
وأكدت التحقيقات أن ماسة ريجنت الشهيرة وهي أكبر ماسة في المجموعة لم تُسرق، ويجري حاليًا تقييم القيمة المالية للقطع المفقودة، بينما تعتبر قيمتها التاريخية والتراثية لا تقدر بثمن.
على صعيد اخر، أعلن المتحف عبر حسابه الرسمي على منصة X أنه سيظل مغلقًا طوال اليوم لأسباب استثنائية ، فيما واصلت الشرطة تمشيط المنطقة ومراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة.
سرقات سابقة للمتحف
وتعيد هذه السرقة للأذهان عملية سرقة لوحة الموناليزا الشهيرة عام 1911، وأيضًا سرقة جواهر التاج الملكي عام 1792، والتي تمت بطريقة مشابهة عبر تسلق الواجهة وتحطيم النوافذ.
يذكر أن اللوفر استقبل نحو 9 ملايين زائر في عام 2024، 80% منهم أجانب. وتأتي هذه السرقة في وقت تواجه فيه المتاحف الفرنسية موجة من العمليات المشابهة، حيث سُرقت في سبتمبر الماضي عينات ذهب من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بقيمة 600 ألف يورو، وقطع خزفية من متحف في ليموج قدرت بـ 6.5 مليون يورو.
وتُعد عملية السطو على مجوهرات نابليون واحدة من أعنف السرقات التي يشهدها اللوفر منذ أكثر من قرن، ما يفتح الباب واسعًا أمام مراجعة أنظمة الحماية والتأمين في أحد أشهر المتاحف العالمية.
