الفيلر القاتل.. كيف تؤدى وسائل التجميل المغشوشة إلى مضاعفات خطيرة

الجمعة، 17 أكتوبر 2025 05:00 م
الفيلر القاتل.. كيف تؤدى وسائل التجميل المغشوشة إلى مضاعفات خطيرة الفيلر والبوتوكس

كتبت مروة محمود الياس

في الأيام الأخيرة، تصدّر اسم طبيب تجميل شهير مواقع التواصل بعد اتهامه بالتسبب في وفاة شابة أثناء خضوعها لحقن تجميلي قبل زفافها بأيام في أحد المراكز الراقية بالتجمع الخامس، الواقعة أعادت إلى الواجهة ملف "ضحايا التجميل"  في مراكز يرفع أصحابها شعار الجمال، ويخفون وراءه تجارة بالمظهر والحياة.

 

أما القصة الأكثر إيلامًا فكانت إسراء كرم، عروس حلوان، التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين. ذهبت إلى مركز تجميل صغير “لإجراء تعديل بسيط” قبل زفافها بأيام. لكن الجلسة تحولت إلى كارثة. بعد دقائق من الحقن فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة، ليتضح أن المادة كانت مغشوشة والمكان بلا ترخيص. وبعد أيام قليلة، فارقت الحياة.

"النصب باسم التجميل"
 

تقول الدكتورة رضوى عراقي، أخصائية الأمراض الجلدية بجامعة شبين الكوم، إن ما يحدث اليوم تحت مسمى "الحقن التجميلي" لم يعد طبًا، بل فوضى تجارية خطيرة. وتشير إلى أن انتشار الفيلر والبوتوكس المغشوش أصبح ظاهرة واسعة، تغذيها الرغبة في الربح السريع، سواء من بعض الأطباء أو من أشخاص لا علاقة لهم بالطب أساسًا.

تشرح رضوى أن هناك موجة جديدة من الغش في عالم التجميل، تبدأ من "العبوة المزيفة"، فالكثير من المواد تُعبأ في علب أصلية مستعملة أو تُحقن داخل سرنجات بلا تعقيم، بينما لا أحد يعلم ما بداخلها بالفعل، هي مواد مجهولة المصدر والتركيب، تشبه الفيلر الحقيقي في القوام، لكنها في الحقيقة مزيج من مواد كيميائية خطيرة، وبعضها مخصص للأغراض الصناعية”، تؤكد الطبيبة.

وتحذر من أن هذه المواد الرخيصة قد تفتك بالجلد أو الأعصاب في دقائق. أخطر ما فيها أنها لا تقتل فورًا، لكنها تترك آثارًا مستديمة مثل:

تكتلات صلبة وتشوهات في الوجه.

انسداد للأوردة الدقيقة في الجلد مما يسبب التليف.

فقدان الإحساس أو الحركة في المنطقة المحقونة بسبب تلف الأعصاب.

حساسية حادة قد تصل إلى الاختناق.

اختفاء الملامح الطبيعية واستحالة الإصلاح الكامل لاحقًا.

أما البوتوكس المغشوش، فتؤكد أنه ليس أقل خطرًا، إذ غالبًا ما يكون منتهي الصلاحية أو مقلدًا. وقد يؤدي إلى شلل في عضلات الوجه أو ظهور بقع داكنة أو حتى غرغرينا في أماكن الحقن. تقول رضوى بوضوح: “ما يُحقن اليوم في وجوه النساء خارج العيادات المعتمدة لا يختلف عن السم، الفرق فقط في الزمن الذي يحتاجه ليُظهر أثره.

التجميل الزائف.. بين وهم السرعة وحقيقة الخطر

فكرة “التجميل السريع” جعلت كثيرين يعتقدون أن الإبرة ليست علاجًا بل "روتين عناية"، وهو ما جعل السوق يغرق في عروض مغرية: “خصم 70% على الفيلر الأوروبي، أو جلسة بوتوكس مجانية عند حجز باقة". هذه الإعلانات التي تملأ وسائل التواصل تخفي وراءها فوضى كبيرة، بحسب ما جاء في تقرير طبي موسع نشره موقع Taega.

يشرح التقرير أن حقن تحفيز الكولاجين، مثلها مثل أي إجراء تجميلي، ليست بلا مخاطر. الهدف منها هو إعادة شباب البشرة عبر تنشيط إنتاج الكولاجين الطبيعي، لكنها قد تتسبب في التهابات داخلية وتورم دائم إن لم تُحقن بطريقة صحيحة.

ويضيف التقرير أن التورم أو الاحمرار البسيط بعد الجلسة يُعد طبيعيًا، لكن الخطر الحقيقي يظهر عند إهمال التعقيم أو استخدام مواد مجهولة. في بعض الحالات، تسبب الحقن انسدادًا في الأوعية الدموية الدقيقة، ما يؤدي إلى نزيف تحت الجلد أو موت خلايا الوجه، وهي مضاعفات قد تحتاج إلى جراحة فورية لإنقاذ المريض.

حتى الحالات التي ينجح فيها الإجراء مبدئيًا، لا تكون آمنة بالكامل، لأن الحقن يحتاج إلى التكرار الدوري للحفاظ على النتيجة. ومع تكرار الجلسات، تضعف مرونة الجلد ويبدأ في الشيخوخة المبكرة، وهي مفارقة مؤلمة: من يبحث عن الشباب المبكر ينتهي أحيانًا إلى تجاعيد أسرع.

مراكز التجميل.. النصب باسم الجمال

تتفق آراء الأطباء على أن السبب الجذري للمشكلة ليس في الفيلر نفسه، بل في من يقدمه. الأسعار المنخفضة والإعلانات المضللة جذبت الكثير من الفتيات، خاصة المراهقات، اللواتي لا يدركن أن مجرد دخول مادة غير طبية إلى الوجه قد يؤدي إلى تلف دائم.

ويشير أطباء الجلدية إلى أن كثيرًا من هؤلاء "الخبراء" الذين يروجون لخبراتهم عبر مواقع التواصل لم يتلقوا تدريبًا طبيًا حقيقيًا، بل يعتمدون على فيديوهات قصيرة لا علاقة لها بالأساس العلمي للحقن أو تشريح الوجه. النتيجة: تشوهات، نزيف، وموت في بعض الحالات.

حقائق خطيرة عن الفيلر والبوتوكس

توضح تقارير من مواقع canadianancmc وhealth Harvard وstem well وbestaestheticspesciallistm أن حقن التجميل ليست “إجراءات تجميلية بسيطة” كما يُشاع.

فـحقن تعزيز البشرة (Skin Booster) تعتمد على حمض الهيالورونيك، الذي يمنح ترطيبًا طويل المدى حتى عام، ويحسن مرونة الجلد ومظهره. لكنها قد تسبب كدمات وتكتلات وعدوى إن لم تُجرَ بتعقيم جيد.

أما البوتوكس، فهو مستخلص من سمّ البوتولينوم الذي يرخّي العضلات المسببة للتجاعيد، وتستمر نتائجه عادة بين 3 و6 أشهر. ومع ذلك، قد يسبب صداعًا، أو تدلي الجفن، أو فقدانًا للتناسق في تعبيرات الوجه.

بينما الفيلر يُستخدم لملء التجاويف وإعادة الحجم إلى الخدين أو الشفتين، لكنه يحمل خطرًا نادرًا وخطيرًا هو الانسداد الوعائي الذي يوقف تدفق الدم عن خلايا الوجه، ما يؤدي إلى تلف دائم للأنسجة.

كيف نحمي أنفسنا من الفيلر القاتل؟

تجنب الكوارث يبدأ من الوعي. فالمريض هو خط الدفاع الأول.

لا بد من اختيار طبيب متخصص في الجلدية أو جراحة التجميل وذو ترخيص واضح.

رفض العروض المشبوهة مهما كانت مغرية.

التحقق من العبوة ومصدر المادة قبل الحقن.

الالتزام بتعليمات ما بعد الجلسة وعدم الاستهانة بالأعراض البسيطة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب