يعتمد نجاح التدريب الرياضي على أكثر من عدد الساعات التي تقضيها في التمارين، فالغذاء هو العنصر الحاسم الذي يمد الجسم بالوقود اللازم للنشاط والتعافي، ومع ذلك، يتبع كثير من الرياضيين قواعد غذائية تقليدية قد تكون مناسبة للأشخاص العاديين، لكنها غير ملائمة لمن يمارس التمارين المكثفة بشكل منتظم.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن التمسك ببعض النصائح الشائعة — مثل تقليل الكربوهيدرات أو الامتناع عن الأكل مساءً — قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ يحرم الجسم من الطاقة والعناصر الضرورية للأداء الأمثل.
1. الكربوهيدرات المكررة ليست دائمًا ضارة
يُنظر إلى الكربوهيدرات المكررة غالبًا على أنها سبب في زيادة الوزن، إلا أن الرياضيين يحتاجون إليها في أوقات معينة لتجديد الطاقة بسرعة. أثناء التمارين الطويلة أو الشاقة، يستنفد الجسم مخزونه من الجليكوجين، وهنا تأتي أهمية الكربوهيدرات سهلة الامتصاص مثل الأرز الأبيض أو الخبز العادي أو بعض الفواكه، تناول كمية معتدلة منها قبل التمرين أو خلاله يمكن أن يمنح الجسم دفعة فورية تساعد على الاستمرار دون إنهاك.
2. الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات لا تناسب الجميع
الحميات التي تقلل الكربوهيدرات قد تكون فعالة لمن يسعون إلى خسارة الوزن، لكنها ليست الخيار الأفضل للرياضيين، فالكربوهيدرات هي الوقود الأساسي للعضلات، وغيابها يؤدي إلى تباطؤ عملية الأيض وضعف القدرة على التحمل. كما تشير الدراسات إلى أن التمارين القاسية مع قلة تناول الكربوهيدرات ترفع خطر الإصابات بسبب التعب المزمن ونقص الطاقة في العضلات.
3. لا تخف من الأطعمة الغنية بالسعرات
يحتاج الجسم النشط إلى طاقة أكبر بكثير من الشخص العادي، وتجاهل ذلك يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية بدلاً من الدهون. لذلك، من المهم تناول وجبات تحتوي على دهون صحية مثل الأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون، إضافة إلى الكربوهيدرات المعقدة والبروتين. إن هدف الرياضي ليس تقليل السعرات، بل تزويد الجسم بما يكفي للحفاظ على الأداء والاستشفاء.
4. تناول وجبات صغيرة منتظمة أفضل من التجويع
الاعتماد على ثلاث وجبات رئيسية فقط لا يكفي لمن يمارس نشاطًا بدنيًا مكثفًا. يحتاج الرياضي إلى توزيع طعامه على أربع أو خمس وجبات على مدار اليوم للحفاظ على استقرار الطاقة في الدم. هذا لا يعني الإفراط في الأكل، بل تناول كميات مناسبة في أوقات متقاربة تساعد على تجديد الوقود قبل أن ينفد تمامًا.
5. الأكل قبل النوم ليس خطأ دائمًا
ينصح بعض الخبراء بعدم تناول الطعام قبل النوم، لكن هذا لا ينطبق على من يخضع لتدريب مكثف. وجبة خفيفة تحتوي على البروتين قبل النوم — مثل كوب من الحليب أو الزبادي أو القليل من الجبن القريش — قد تساعد في إصلاح الأنسجة العضلية وتحسين التعافي أثناء النوم. المهم هو اختيار نوعية الطعام وليس الامتناع عنه تمامًا.
6. تقليل الملح لا يناسب كل الرياضيين
الملح مكون أساسي لتعويض ما يفقده الجسم عبر العرق. من يتدرب في أجواء حارة أو لفترات طويلة يحتاج إلى كمية إضافية من الصوديوم للحفاظ على توازن السوائل ومنع التشنجات، يمكن الحصول على ذلك من الأطعمة المالحة بشكل معتدل أو من المشروبات الرياضية التي تحتوي على إلكترولايتات.
7. المكملات ليست بديلة للطعام ولكنها مفيدة أحيانًا
الأطعمة الطبيعية يجب أن تكون المصدر الرئيسي للعناصر الغذائية، لكن في حالات التدريب القاسي قد يحتاج الرياضي إلى دعم إضافي من البروتين أو أحماض أوميجا-3 أو الحديد، يُفضل دائمًا استشارة اختصاصي تغذية رياضية لتحديد الأنواع والجرعات المناسبة لكل حالة.
8. الحليب النباتي ليس دائمًا الخيار الأفضل
انتشار أنواع الحليب النباتي جعل البعض يعتقد أنها بديل مثالي، لكنها في الحقيقة تفتقر إلى البروتين والدهون الأساسية الموجودة في الحليب الحيواني. يحتاج الرياضي إلى هذه المغذيات لدعم نمو العضلات وتحسين امتصاص الفيتامينات مثل فيتامين "د"، الذي لا يُستفاد منه جيدًا دون وجود الدهون.