لماذا نحن بعيدون عن الفوز بنوبل؟.. عن ضجة الكونى وأدونيس

الأحد، 12 أكتوبر 2025 09:00 م
لماذا نحن بعيدون عن الفوز بنوبل؟.. عن ضجة الكونى وأدونيس أدونيس

عبد الرحمن حبيب

ساقت المواقع والسوشيال ميديا اسم أدونيس باعتباره مرشحا لجائزة نوبل للآداب 2025 وتبع ذلك ظهور اسم إبراهيم الكوني كمرشح أيضا والسؤال هنا: من قال إن أدونيس والكوني مرشحين لنوبل؟ وهل الأمر لا يعدو عن كونه أمنية من باب التمني إن كان الأمر كذلك فلماذا لم يقل القائلون إننا نتمنى لهما الفوز وانتهى الموضوع؟

لننظر الواقع ونفحصه، فلم يتواجد اسم الكوني نهائيا في الأخبار المتداولة عن الجائزة في الغرب ولم يظهر في أي تقرير أجنبي عن جائزة نوبل ولم يبرز حتى في المراهنات السابقة على إعلان الجائزة فما سبب الحديث عن كونه مرشحا؟ هل لأنه كاتب كبير ويستحق أم أن هناك دوائر أرادت إظهار اسمه كما أبرز آخرون اسم أدونيس.

بالنسبة للسوري أدونيس فالأمر كان مختلفا فقد ظهر اسمه في المراهنات وبعض المواقع وإن كان بنسبة ضئيلة لا ترى بالعين المجردة فقد رشحت مكاتب المراهنات اسمه بهامش ضئيل جدا وفى الأيام الأخيرة عندما انقشع الضباب لم يعد اسمه للظهور خصوصا حين بان بوضوح أن فرص كل من كان شيويه ولازلو كراسناهوركاي باتت الأبرز ومع ذلك ظل الكثير من الناس واضعين أياديهم على قلوبهم بل إن بعضا منهم تضرع إلى الله أن يفوز أدونيس بينما كانت فرصه قد تلاشت حتى من باب التوقعات.

هل يتكرر المشهد 2026؟

سيتكرر المشهد غالبا في  2026، فهناك أصوات تروج لكون أدونيس والكوني مرشحي العرب الوحيدين مع أن هناك أسماء أخرى تزيد احتماليتها عنهما ومنها هشام مطر وغيره من الكتاب الذين حققوا حضورا في الغرب ولئن كان الكوني وأدونيس حاضرين بقوه في الغرب ولدى دوائر جوائز فهناك أيضا كتاب حضروا بقوة في نفس المشهد ومنهم كما ذكرنا هشام مطر وعمر العقاد وغير ذلك من الكتاب.

لماذا نحن بعيدون جدا؟

المعايير التي تعمل بها نوبل تختلف بقوة ويتزايد تعقيدها ومنها في السنوات الأخيرة أن يكون العمل الفائز قد تحول إلى صيغة بصرية (عمل درامي تليفزيوني أو سينمائى) وهو ما ساعد كثيرا لازلو كراسناهوركاي وسلفه النرويجي يون فوسه على الفوز فلقد تحولت أعمالهما إلى أفلام ومسلسلات، الأول على يد بيلار في أفلام ذاع صيتها في أوروبا والثاني عبر مسرحيات وأعمال درامية سرت كالنار في الهشيم بأوروبا مع ملاحظة أن الأمر ذاته ينطبق على الفوز العربى الوحيد بنوبل المتمثل في الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ.

العنصر الآخر يتمثل في طبيعة النصوص التي تحتفى بها نوبل والتي تستدعى الاهتمام بالهشاشة الإنسانية والأبعاد الرؤيوية للألم وتجسيد أفكار مثل نهاية العالم وهي كلها موضوعات غربية أوروبية - آسيوية على هامش ضئيل ولاتينية في هامش أكثر ضآلة- ومن هنا يمكن فهم الأزمة باعتبارها أزمة مفاهيم تدور حول دور الأدب وما الذي يفترض بالأدب أن يقدمه من الأساس، ومن هنا فالمفهوم الأوروبي (المركزى المسيطر) سيبقى هو السائد مفضلا موضوعاته وهواجسه وأهدافه بل وحتى طرقه وطرائقه ومنها السرد القائم على الإيقاع الذى تقوم فكرته الأساسية على التحكم وليس التدفق والاهتمام بالتفاصيل الإنسانية الدقيقة وصولا إلى بنية الجمل بتفضيل الجمل الطويلة التي تعيد اكتشاف المعنى وصولا إلى اعتبار "الذات" المركز الرئيس للرواية بكشفها وتحليلها ووضعها تحت المجهر باعتبار ذلك هو الهدف والمبتغى.
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب