أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعبت دوراً محورياً وحاسماً في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، معتمِدة على استراتيجية متعددة المسارات لم تقتصر على الوساطة السياسية فحسب، بل امتدت لتشمل أبعاداً دبلوماسية وإنسانية عميقة.
أوضح عاشور، خلال مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن التحرك المصري اعتمد على ثلاث قنوات رئيسية: السياسية، الدبلوماسية، والإنسانية، والتي عملت معاً لخلق زخم دولي مضاد للممارسات الإسرائيلية. وأشار إلى أن الدور الأمريكي في المفاوضات يُعد بمثابة "ضامن" لالتزام إسرائيل بالاتفاق، وهو أمر حيوي نظراً لأن المراحل اللاحقة من تطبيق الاتفاق "مليئة بالألغام" التي قد تستغلها إسرائيل لنسف الجهود السلمية.
وشدد عاشور على أن المساعدات الإنسانية التي نظمتها مصر وأدخلتها إلى قطاع غزة لم تكن مجرد عمل إغاثي، بل كانت "أداة سياسية عميقة" تهدف إلى تعطيل الأهداف الإسرائيلية القائمة على سياسة "الأرض المحروقة" وتفريغ القطاع من سكانه عبر خلق اليأس.
وأضاف قائلاً: "عندما توفر مصر المساعدات، فإنها تمنح الفلسطينيين عنصر القدرة على البقاء والتمسك بأرضهم، وهو ما يتعارض مباشرة مع المخطط الإسرائيلي الذي يسعى لدفعهم إلى الهجرة. وبهذا، تحافظ مصر على الشرعية الفلسطينية على الأرض".
واختتم الدكتور رامي عاشور حديثه بالتأكيد على أن هذا النهج المصري الشامل، الذي جمع بين الضغط الدبلوماسي والدعم الإنساني الفعال، نجح في حشد رأي عام دولي وأجبر الأطراف المعنية على التجاوب مع جهود التهدئة، مما يبرز ثقل مصر كلاعب أساسي لا غنى عنه في استقرار المنطقة.