أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان، أهمية المباعدة بين الولادات فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، موضحة أن ذلك يضمن التطور العصبي والنفسي السليم للطفل، ويحافظ على صحة الأم.
وأوضحت خلال لقائها مع الإعلامي أحمد فايق ببرنامج "مصر تستطيع" الذي يذاع على قناة "dmc"، أن الطفل في أول عامين من عمره يحتاج إلى التصاق كامل بأمه، كما أشار القرآن الكريم إلى قوله تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا"، مشددة على أن إنجاب طفل آخر خلال هذه الفترة قد يسبب اضطرابات نفسية للأخ الأكبر نتيجة شعوره بفقدان اهتمام والدته لصالح المولود الجديد.
وأضافت أن السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل تمثل مرحلة حاسمة في تكوين الشخصية والسلوك، مشيرة إلى ضرورة احترام خصوصية الطفل منذ الصغر، وعدم تعريضه لمواقف قد تضعف إدراكه للحدود الجسدية والخصوصية الشخصية.
وفيما يتعلق بالاستعداد للحمل، أكدت الألفي أن المرأة تحتاج إلى فترة لا تقل عن ستة أشهر قبل الحمل لإجراء التحاليل اللازمة والتأكد من سلامة مستوى الهيموجلوبين في الدم، والحصول على كميات كافية من حمض الفوليك والحديد لتجنب تشوهات الأجنة ونقص النمو العقلي.
وشددت على أهمية الاستفادة من خدمات غرف المشورة الأسرية المنتشرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية على مستوى الجمهورية، حيث تقدم وزارة الصحة هذه الخدمات مجانًا، وتوفر أدوية الحديد والمكملات الغذائية للسيدات الحوامل أو المقبلات على الحمل.
واختتمت الألفي بتأكيد أن تحسين صحة الأمهات والأطفال خلال أول ألف يوم من حياة الطفل يمكن أن يوفر لمصر نحو 288 مليار جنيه وفقًا لتقديرات عام 2018، موضحة أن الاستثمار في الوقاية هو الأساس لبناء جيل صحي وقوي.