منذ أن عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو لا يتوقف عن التذكير بحلمه القديم، «جائزة نوبل»، يكرر في أحاديثه العلنية والخاصة أنه الأجدر بها، وكأنها تتويج طبيعي لمسيرته السياسية.
أطل علينا الرجل «الترمباوي» ببنيانه الضخم أمام كبار قادة جيشه «الهٌمام» فى ولاية فيرجينيا أمس ليعلنها للمرة «المليون»، "امنحوني الجايزة .. أنا الأجدر بها ..لأحسن والله أسود عيشتكم وعيشة اللى خلفوكم".
جائزة نوبل للسلام، تلك التي تمنحها اللجنة النرويجية العريقة لمن يسهم في إحلال السلام وتعزيزه حول العالم، أصبحت بالنسبة لترامب هدفًا لا يقل أهمية عن أي ملف داخلي أو خارجي.
الرجل، قبيل ولايته الثانية، لم يتردد في القول إنه قادر على وقف الحرب الروسية الأوكرانية، وأنه لو كان في موقعه وقت اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة لما اندلعت تلك الحروب بهذا الشكل.
اليوم، وبعد مرور شهور على عودته إلى المكتب البيضاوي، لم تتحقق وعوده، لا الحرب في أوكرانيا توقفت، ولا غزة شهدت وقف العدوان، ورغم ذلك، يواصل الإيحاء بأنه يستحق الجائزة.
من هنا، تأتي رسالتي إلى "الرجل النرجسى ضخم البنيان": إن كنت تريد نوبل فعلًا، فأرنا ما تحدثت عنه مرارًا..أوقف العدوان البربري على غزة، ضع حدًا للمجاعة التي تهدد حياة 2.5 مليون إنسان هناك، أوقف التهجير القسري واستهداف الصحفيين، أوقف آلة الدمار التي تحول البشر والحجر إلى ركام.
وبالموازاة، أوقف الحرب الروسية الأوكرانية أيضا، حينها فقط، ربما تقف اللجنة النرويجية أمامك وتقول أنت الرجل الذي يستحق نوبل وليس مجرد من يحلم بها، وقتها سنقول لهم:«امنحوه نوبل بقا الله يرضى عليكم».