أحمد التايب

"مصر – قبرص – اليونان".. فى ظل حسابات المصالح والمخاوف

الأربعاء، 08 يناير 2025 01:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بداية، لا يستطيع أحد أن ينكر نجاح مصر فى تحقيق نموذج إقليمي فى الشراكة الاستراتيجية، من خلال إيجاد آلية التعاون الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، وما يؤكد ذلك النجاح استمرار انعقادها بصفة دورية وتدشين تحالف استراتيجي للتعاون الإقليمي شرق المتوسط، ما عزز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا.

لأن، - ببساطة -  الآلية الثلاثية "مصر – قبرص – اليونان"  تندرج ضمن نمط الانفتاح على دوائر غير تقليدية للسياسة الخارجية تجاه أوروبا، حيث كانت تنظر إلى أوروبا ككتلة واحدة. وإنما فى ظل الجمهورية الجديدة بدأت تنظر إلى أوروبا باعتبارها ثلاث دوائر تتحدد وفقًا لحسابات ومصالح الدولة المصرية.

وقد انقسمت هذه الدوائر الثلاث،  إلى دائرة شرق المتوسط، ودائرة شرق ووسط أوروبا، ودائرة غرب أوروبا.. وهنا أصبحت الدائرة الأولى جسر تواصل مهم نحو الاتحاد الأوروبي لاعتبارات الجوار الجغرافي، وتوظيف هذا فى التعاون والتنسيق فى ملفات الهجرة غير الشرعية ، وملف مكافحة الإرهاب،  وملف الغاز ، وأعتقد أن دور مصر قوى فى التعامل مع هذه الملفات الثلاث فى ظل الصراعات والاضطرابات السياسية  فى عدد كبير من المناطق الأفريقية، ومشكلة الطاقة لأوروبا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ما يعنى قدرة مصر فى تخفيف الضغوط على الاتحاد الأوروبى، وعلى أيضا قبرص واليونان بشكل خاص اقتصاديا.

وظنى، أن نجاح آلية التعاون الثلاثي المصري القبرص اليوناني،أنه باتت نموذجًا لمأسسة التعاون والتكامل الإقليمي، إذ يحرص أطرافها الثلاثة على دورية انعقادها لتصبح القمة ركيزة أساسية لضمان أمن واستقرار شرق المتوسط، وتعزيز  الشراكات في ظل تعزيز المصالح وتقاسم المخاوف. 

لذا، فإن المكاسب عديدة للجميع، وبالنسبة لمصر ، هذا التحالف الاستراتيجي حول مصر لمركز إقليمي للطاقة، مستغلة في ذلك موقعها الجغرافى، بالإضافة إلى وجود تسهيلات نقل الغاز والزيت الخام، لأن لدبها خط سوميد الناقل للخام من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، غير ميزة قناة السويس، وكذلك دور مصر فى تسييل الغاز الطبيعى، لوجود مصنعين لإسالة الغاز الطبيعي، مصنع الإسالة بإدكو، والآخر في دمياط.

وأيضا هذا التحالف الاستراتيجي، وفر دعما لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تتمتع اليونان وقبرص بعضوية الاتحاد الأوروبي، ما يلقى بظلاله على مصر بالخير ، سواء على المستوى الاقتصادي والسياسى، فالاقتصادي يفتح أسواق دول الاتحاد للصادرات المصرية، والسياسي بمثابة فرصة للدفاع عن المواقف المصرية داخل البرلمان الأوروبي، ودعم المواقف المصرية دوليًا بشكل عام، إضافة إلى تعزيز الشراكات والعلاقات الثنائية بين الدول فى مجالات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي والاستثمارات المشتركة.

وأخيرا .. أعتقد أن أهمية القمة المصرية اليونانية القبرصية اليوم فى القاهرة، تكمن فى خطورة ما تمر به المنطقة والعالم فى ظل ما يحدث فى فلسطين وفى سوريا، وتداعيات ذلك بالنسبة للهجرة غير الشرعية واحتمالية تنامى ظاهرة الإرهاب من جديد، وكذلك للتأكيد على الالتزام بالقانون الدولى البحرى فيما يخص ترسيم الحدود البحرية، إضافة إلى أن تقارير تتحدث عن تزايد رغبات دول أخرى تريد الانضمام لهذا التحالف تسعى للاستفادة من الاكتشافات الخاصة بالغاز بها،.. لذا فإن هذه القمة ستمثل تحولا كبيرا ونقطة انطلاق مهمة فى ظل ما يحدث وما يحاك ضد شرق المتوسط..

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة