تحل علينا اليوم الثلاثاء 7 يناير، مناسبة وذكرى مباركة هى عيد الميلاد المجيد، التي تذكرنا بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ ذكرى ترسخ بيننا قيم المحبة والمودة والترابط والتلاحم بين نسيج الأمة، فتشهد تسابق الجميع لتهنئة الأخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، ونفس المشهد الذي يحدث في عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحى؛ لا تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحي في هذه المناسبات العطرة، الجميع يعبر عن سعادته ويقدم التهاني، تلك الحالة الفريدة التي تتميز بها الدولة المصرية على مدار التاريخ وستستمر، روح المحبة والأخوة والترابط وحبنا وانتماءنا لبلدنا الحبيب مصر.
ولا يفوتني أن أتقدم بخالص التهنئة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وإلى الأخوة الأقباط، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، والتي يحتفي بها المصريون جميعاً مسلمين ومسيحيين، وهم في رباط لا انفصام بعده، فتعانق الصليب مع الهلال في مواجهة كل ما أصاب مصر من أزمات وتحديات، والجميع دائما يصطفون على قلب رجل واحد تحت راية الوطن.. داعين الله عز وجل أن يديم وحدتنا واتحادنا وأن يظل الشعب المصري العظيم دائماً وأبدا نسيج وطني واحد.
تلك المناسبات والأعياد الدينية تبرهن على قوة الترابط والمحبة بين أبناء الشعب المصري العظيم والوقوف جنباً إلي جنب لتحقيق التقدم والازدهار لوطننا الغالي، ورأينا مساء أمس المشهد الجميل في الكاتدرائية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذهاب أعداد غفيرة من المصريين لتقديم التهاني للبابا تواضروس الثاني والأخوة الأقباط، ومشهد حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي قداس عيد الميلاد المجيد، والذي يحرص كل عام على الحضور لتقديم التهنئة، وهى لافتة طيبة من الرئيس تعبر عن المحبة والسلام والتقدير الكبير للبابا تواضروس الثاني والأخوة الأقباط، وما شهده القداس من رسائل المحبة والتسامح والود والتلاحم والترابط.
وأؤكد هنا على ما قاله الرئيس السيسى في كلمته، بأن احتفالنا معًا بميلاد السيد المسيح عليه السلام هو تجسيد لقيم التسامح والتآخي ووحدة النسيج الوطني التي طالما كانت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ وطننا وشكلت ملمحا أصيلاً من ملامح الشخصية المصرية، وستظل مصر دومًا منارةً للتعايش والوحدة والمحبة بين أبنائها من مختلف الديانات، تحت مظلة شرف الانتماء إلى هذا الوطن المفدى.
وبهذه المناسبة فإن الدولة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا بتعزيز مفهوم المواطنة وترسيخ مبادئ المساواة وعدم التمييز بين جميع المواطنين، إيمانًا منها بأن المواطنة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة، علاوة على تعزيز وحدة النسيج المجتمعي وتكريس مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية، وذلك من خلال سن التشريعات والقوانين التي تكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية لمختلف أفراد المجتمع وممارسة حقوقهم، ومن بينها العمل على تقنين أوضاع الكنائس، فضلًا عن اهتمام الدولة المصرية بإحياء مسار العائلة المقدسة الذي يعد رمزًا للتعايش بين الأديان ويعكس مكانة مصر كمقصد ديني وسياحي عالمي، وذلك اتساقا مع مبادئ الجمهورية الجديدة التي تتسع للجميع وترسخ لقيم الوحدة الوطنية والمحبة والسلام والتسامح والترابط.
ولا شك أن روح الترابط والمحبة بين نسيج الوطن ليست مرتبطة بمناسبة أو حدث بعينه وإنما هذه سمة الشعب المصري العظيم فكان ومازال وسيظل نسيج واحد يصطف على قلب رجل واحد مساندا ومدعما لوطنه في مواجهة التحديات؛ فحالة الاصطفاف الوطني خلف الدولة والقيادة السياسية تعكس الوعي الكبير الذي يتمتع به الشعب المصري الذي يدرك حجم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية في ظل الظروف الراهنة والتحديات الاقتصادية والإقليمية والدولية وفي ظل المنطقة الملتهبة حولنا واتساع دائرة الصراع فيها، علاوة على ما تتعرض له الدولة المصرية من حرب شائعات مغرضة وأكاذيب وتزييف للحقائق من أذناب وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية وأعداء الوطن لمحاولة النيل من استقرار وأمن وأمان الدولة المصرية وبهدف نشر الفوضى وهدم الدولة.
ولكن حالة المحبة والوحدة والتماسك في الجبهة الداخلية وقوة ترابط وتلاحم الشعب المصري العظيم مع مؤسسات الدولة والقيادة السياسية، تعكس قدرة الدولة المصرية على التصدي لأي محاولات للنيل منها، والقدرة على حماية أمنها القومي والحفاظ على الاستقرار، كما تعكس الإصرار على استكمال معركة التنمية والبناء والقضاء على التحديات وبناء اقتصاد قوي.
وختاماً.. بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح، أكرر تهنئتي للأخوة الأقباط، متمنياً أن تحل علينا الأعياد ونحن ننعم بالأمن والسلام والمحبة، وأن يحفظ الله عز وجل مصرنا الحبيبة وينعم عليها بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار والخير والبركات دائماً.. وكل عام ومصر وشعبها العظيم بخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة