سنحت لى الظروف حضور ندوة عن الأحزاب السياسية فى العزيزة والزميلة جريدة الأهرام منذ أسابيع، كضيف وليس متحدثا.. كان هناك أحد عمالقة العمل السياسى جالسا وربما أحد أبائها إن جاز لى القول، وهو الدكتور على الدين هلال والاسم يكفى عن الذكر..
كان الرجل من يدير اللقاء ويستمع ويسأل ويجيب لمجموعة من النواب وممثلين عن قرابة 50 حزبا سياسيا كمشاركين.
وبعد احتساء القهوة بدأت المناقشات السياسية والسجالات الحزبية لأكثر من 3 ساعات استفدت منها بقدر كبير من المعلومات والآراء نستطيع أن نبنى عليها، بل يجب أن نبنى عليها لإقناع المواطن بضرورة المشاركة السياسية عبر أحزاب بعضها على يمين السلطة وبعضها على اليسار كما هو متفق عليه فى جميع الأعراف السياسية.. فأنا من الكارهين الرافضين لكلمة أحزاب (الموالاة) فهو لفظ ينبذ أصحابه مزعج عند سماعه فى الأذن وغير موجود من الأساس فى أى قاموس سياسى.
جلست واستمعت عن رؤية الأحزاب للحياة السياسية وقدرتها على المنافسة فى الاستحقاقات النيابية والملاءة المالية وضرورة دعم الأحزاب وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية ونظم الانتخابات وغيرها من القضايا والعناوين الرنانة سياسيا.
ولكن اتفق الجميع أن هناك فجوة بين الأحزاب والمواطن ربما تسببت فيها الظروف السياسية لخمسين عاما مضت وليست وليدة اللحظة الراهنة.
وعلينا أن نذيب هذه الفجوة ورأيت بنفسى أن بعض هذه الأحزاب تحاول أن تطفو على السطح وتبحث لها عن مكان وسط الكبار وتحول أمور عدة دون تحقيق هذا وأحزاب أخرى عملاقة لكنها غير قادرة على الإقناع وأخرون يتحدثون عن الدمج وفئة ترى أننا بحاجة لمزيد من الأحزاب السياسية وأخرى تعارضها.
والحقيقة أنه لا هذا ولا ذاك ولا هؤلاء.
نحن بحاجة ماسة للمواطن لتنجح نظرية (البيضة أولا أم الفرخة) فلا تخرج الفرخة إلا من وعاء.. ووعاء الأحزاب لن يكون غير المواطن وأتذكر جملة أحد قامات السياسة غير المخول لى ذكر اسمه ( عمرنا ما هنكبر غير بالناس).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة