على معبر رفح، حيث يلتقي القلب المصري بالقضية الفلسطينية، كان هناك مشهد شعبي فريد من نوعه، آلاف المصريين توافدوا من كل حدب وصوب، حاملين شعارات الرفض القاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين.
هذا التوافد ليس مجرد احتجاج عابر، بل هو رسالة قوية تترجم مشاعر شعبٍ عميقة لا تقبل أن تُحذف فلسطين من ذاكرته، ولا أن تُعزل عن قضيته.
في هذه اللحظة، تتبدد كل محاولات التهوين من عظمة القضية الفلسطينية، فمصر، التي وقفت على مر العصور من خلف فلسطين، لا تزال كما كانت في الماضي، حاملة لواء الحقوق الفلسطينية.
"التهجير خط أحمر"، هكذا ردّد المصريون، في تأكيد على رفض أية محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، أو السماح لأي فلسطيني بالخروج من وطنه قسرًا.
المصريون الذين خرجوا اليوم لتأييد رؤية الرئيس السيسي لم يخرجوا فقط لمجرد الوقوف ضد التهجير، بل خرجوا لتقديم شهادة إنسانية وحضارية للعالم، خرجوا ليقولوا: "لن نسمح بأن تصبح حقوق أشقائنا الفلسطينيين مجرد أوراق تفاوضية، لن نسمح لأحد بأن يتلاعب بمستقبلهم"، خرجوا وهم يحملون في عيونهم نظرة تحدٍّ قوية ضد كل من يحاول التفريط في فلسطين.
لقد سطّر المصريون اليوم مشهدًا حضاريًا إنسانيًا على أرض رفح، جسرًا حقيقيًا من التواصل بين الأجيال، بين الماضي والحاضر، وبين النضال الشعبي والقرار السياسي.
هذا الموقف الشعبي، الذي يعكس إجماعًا حقيقيًا على رفض التهجير، هو بمثابة رسالة قاطعة للعالم أجمع: مصر لن تتخلى عن فلسطين، ولن تقبل بأية تسوية لا تحفظ الحقوق الكاملة لشعبها.
ولم يكن هذا التوافد إلا استمرارًا لعلاقة مصر التاريخية مع القضية الفلسطينية، فقد كانت مصر دومًا داعمًا رئيسيًا، ليس فقط في المواقف السياسية، بل في المساعدات الإنسانية والاقتصادية.
هذا الالتزام المتواصل ليس مجرد سياسة، بل هو جزء من هوية مصر وشعبها الذي يدرك أن الأمن القومي المصري لا يتحقق إلا بتحقيق العدالة لفلسطين.
اليوم، في معبر رفح، يثبت المصريون مرة أخرى أن القضية الفلسطينية ليست قضية سياسية فحسب، بل قضية إنسانية حية في قلب كل مصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة