هل سَتَرْضَخْ لشخص قرر إعدامك بتهمة دعم العشاق؟! أطرح عليك هذا السؤال الافتراضى عزيزى القارئ لتشعُر بالتضحية التى قدّمها القديس ڤالنتاين فى القرن الثالث الميلادى من أجل العشاق.. مات من أجل فكرة راقية.. لذلك يستحق أن نتذكره ونُقدّر تضحيته بروحه فى الذكرى السنوية لوفاته..
"القديس ڤالنتاين.. شهيد الحب" هو قديس رومانى من القرن الثالث الميلادى، يتم الاحتفال بإسمه فى 14 فبراير كل عام، كان كاهناً مسيحياً، وكان يُزوّج العُشاق، منع الإمبراطور كلاوديوس حاكم الإمبراطورية الرومانية فى القرن الثالث الميلادى الجنود من الزواج، حتى لا ينشغلوا عن مهامهم الحربية، لذلك اعتقلته السلطات الرومانية، وحكمت عليه بالإعدام فى 14 فبراير خلال عام 476 ميلادى، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب والعُشاق، لأنه ضَحّى بحياته من أجل العُشاق، ليصبح يوم 14 فبراير هو عيد الحب كل عام..
أحمِدُ الله لأننى أرى صور كثيرة للحب.. فالحب لا يقتصر على رومانسية العشاق.. أستشعر دائماً حب الله لعباده.. المخلصين والمذنبين.. حِفظه ورعايته لنا وإنقاذنا من المخاطر.. الصحة رزق من الله دليل على حُبه لنا.. هدايتنا إلى الطريق المستقيم.. عندما يرزقنا الله قلوب طيبة رحيمة تُعامِل المحيطين برحمة، فهذا دليل على حب الله لنا.. أن يرزقنا الله الصحبة الصالحة، القناعة والرضا واستشعار النِعَمْ، من علامات حب الله لعباده..
أرى الحب فى الصداقة الحقيقية الصامدة رغم التحديات.. الصداقة المُجرّدة من المصالح.. الخالصة لوجه الله.. العلاقات الإنسانية المُريحة، التى نتعامل فيها بدون حسابات، العلاقات الإنسانية التى تجعلنا نشعُر بالراحة والأمان.. أصدقاء الطفولة الذين يظلوا بحياتنا حتى الشيخوخة.. من يتحملوننا فى فترات الاكتئاب، دعمهُم لنا وعدم شعورهم بالملل علاج لنا بالتأكيد..
أرى الحب فى قلوب أفراد الأسرة والأهل والأقارب والجيران.. الأطفال وبراءتهم وطاقتهم وتعلّقهِم بنا.. فى قلوب وعيون أساتذتنا وأصدقائنا الذين يدعموننا فى حياتنا المهنية، من يساعدوننا على النجاح وتحقيق أهدافنا.. أرى الحب فى بائع بسيط يبتسم لنا أثناء شراء احتياجاتنا اليومية.. أشعر بالحب عندما يتطوّع مُسِن فى المواصلات ويقول: "تعالى يا بنتى اقعدى على الكرسى شكلِك تَعبان"..
أتذكر منذ عدة أيام، طبيبة شابة جميلة لا أعرفها ولا تعرفنى، قالت لى ببراءة شديدة فى المترو: "ماكياچك جميل متناسق مع ألوان ملابسك".. شكرتها.. وشعرت بسعادة بالغة.. وفسّرت الموقف رغم بساطته أنه دليل على حب الله لى.. أن يُرسِل حباً صادقاً من غرباء لا تربطنا مصالح، الغرباء الذين يفعلون الخير لله، يجعلوننى أشعر بالحب الصادق البريء..
استشعروا الحب من مصادره المختلفة، إستشعروا طاقات الحب التى تحاوطنا من اتجاهات متعددة، علينا أن نُركّز ونستشعر هذه الطاقات، لتطمئن قلوبنا وأرواحنا.. أتمنى أن يرزقنا الله دائماً نور البصر والبصيرة، لنستشعر نِعَمْ الله، ونَستَشعِر طاقات الحب من المصادر المختلفة.. كل عام وكل القلوب الطيبة بخير بمناسبة عيد الحب.. أدعو الله أن يجبر القلوب المنكسرة، برحمته وفضله وكرمُه.. لأنه قادر على كل شيء..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة