حتى قبل أن يجلس فى البيت الأبيض، بدأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إطلاق سياسات هجومية وعدائية ضد الجميع، ومنها دعوته لتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة، والتى تعتبر جريمة تطهير عرقى تخالف القوانين والمواثيق الدولية والأممية، وقد ردت مصر بكل الطرق والأشكال رفضا لهذه المخططات، وهو موقف مبدئى، سبق إعلانه مرات منذ 7 أكتوبر 2023 وقد اتفق كل من مصر والأردن على الرفض الحاسم لتهجير الفلسطينيين٫ سواء إلى مصر أو الأردن أو أى مكان خارج فلسطين.
وفى أعقاب تصريحات ترامب، الذى تناول فيها تهجيرا مؤقتا أو دائما لحين إعمار غزة، أصدرت «الخارجية» المصرية، بيانا حاسما أكدت فيه «رفض أى مساس بحقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة»، وبالأمس أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطينى هو «ظلم لا يمكن أن نشارك فيه»، مؤكدا أن ثوابت الموقف المصرى التاريخى للقضية الفلسطينية لا يمكن أبدا التنازل بأى شكل من الأشكال عن تلك الثوابت والأسس الجوهرية التى يقوم عليها الموقف المصرى، تصريحات الرئيس جاءت أثناء المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الكينى «ويليام روتو».
نفس الأمر فى ما يتعلق بموقف الأردن، حيث أكد وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى رفض بلاده لمقترح ترامب بنقل سكان غزة إلى المملكة، مشددا على تمسك بلاده بحل الدولتين «سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة»، وبالتالى تتمسك مصر والأردن - وبسند عربى - برفض التطهير العرقى أو التهجير لسكان غزة والضفة، بشكل قاطع، لا يقبل التجزئة، وهو ما يفترض أن ينتبه له الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى ينطلق من نقطة عدم فهم لهذا الأمر ولا للقضية الفلسطينية والموقف الحاسم من مصر، والواقع أن تصريحات ترامب التى تتحدث عن التهجير، تمثل جريمة، وتواجه رفضا من دول العالم الحليفة لترامب وللولايات المتحدة.
وبجانب الرفض الحاسم من مصر والأردن، واجهت تصريحات «ترامب» رفضا عالميا وأوروبيا، حيث أثارت خطة تطهير غزة عبر ترحيل السكان من القطاع إلى الأردن ومصر غضب أوروبا، وأعرب زعماء أوروبا عن رفضهم لترحيل سكان غزة، وأدانوا أى خطط تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطينى، وتأييد الموقف المصرى والأردنى، وأعلن وزير الخارجية الفرنسى، جان نويل بارو، أن اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بتوطين سكان غزة فى الدول العربية يتناقض مع مفهوم التعايش السلمى بين دولتين ذات سيادة، إسرائيل وفلسطين، والذى تدعو إليه فرنسا، واعتبرت باريس أن أى تهجير قسرى لفلسطينيّى غزة «غير مقبول».
وقال وزير الخارجة الفرنسى لراديو «سود»: «تؤكد مصر والأردن دائما أنهما ضد مثل هذا الحل، أما بالنسبة لفرنسا فنحن واثقون بأن تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط يتطلب حل الدولتين»، وقد رفضت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى تلميحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبالرغم من أنها تعلن الاتفاق على ضرورة إعمار غزة، وتضامن المجتمع الدولى للإعمار إلا أنها ترفض خطة ترحيل سكان غزة من القطاع، كما أعربت إسبانيا عن رفضها لأى محاولة لتهجير سكان غزة، وقال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس من بروكسل: «لدينا موقف واضح، يجب على سكان غزة أن يظلوا فى غزة، وغزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية»، ووافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، على نشر قوات مجتمعية من خلال بعثة الاتحاد الأوروبى للمساعدة الحدودية فى رفح على معبر رفح بين غزة وإسرائيل ومصر لدعم وقف إطلاق النار.
وبالتالى، فإن الموقف تجاه خطط التطهير العرقى «الترامبية»، مرفوضة عالميا، وتخالف القانون الدولى وكل الأعراف والقواعد، أكده الرئيس السيسى أمس، وطوال شهور الحرب، وقبلها، وهو موقف لا يقبل التجزئة أو التفاوض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة