لا يزال الإعلام الإسرائيلى يمارس التضليل والابتزاز فى إطار الحرب النفسية والمعلوماتية التى يمارسها مؤخرا ضد الشعوب العربية، وذلك لدعم أجندته التوسعية الاستيطانية التى تهدف إلى احتلال الأراضى الفلسطينية بشكل كامل والتوسع على حساب الدول العربية، وذلك ضمن مخططات الاحتلال الإسرائيلى لإقامة ما يسمى "إسرائيل الكبرى".
الإعلام الإسرائيلى هو جزء من المنظومة الصهيونية التى تسيطر على نظام الحكم فى تل أبيب خلال السنوات الماضية، ويلعب هذا الإعلام الكاذب دورا لافتا فى الترويج للرواية الإسرائيلية حول القضايا التى تشغل الرأى العام العالمى، واللجوء لأقذر الأساليب للتأكيد على رواية الصهيونية الدينية التى تقود المنطقة إلى حرب شرسة.
موقف الشعب المصرى الداعم لقيادته السياسية فى رفض التهجير القسرى للفلسطينيين هو موقف راسخ ولن يتغير مهما حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية الترويج لخطة "نتنياهو" الخبيثة التى يسعى لتفعيلها بدعم أمريكى وهى تهجير أبناء الشعب الفلسطينى من قطاع غزة باتجاه سيناء ومن الضفة الغربية باتجاه الأردن، ضمن مخطط تل أبيب لضم المزيد من الأراضى وضمها لبناء مستوطنات للمستوطنين المتطرفين الذين يرفعون السلاح لسرقة كل ما هو فلسطينى وعربى فى الأراضى المحتلة.
لا بد أن يدرك إعلام الاحتلال الإسرائيلى أن الشعب المصرى الذى قدم عشرات آلاف الشهداء دعما للقضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية لن يفرط أو يتنازل أبدا عن ثوابته الوطنية فى دعم الفلسطينيين على أرضهم وتعزيز صمودهم إلى حين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967.
يبدو أن الأوهام المسيطرة على اليمين المتطرف فى إسرائيل تدفعه نحو التصعيد والصدام مع مصر خلال الفترة المقبلة، ويعى المستوطنون المتطرفون الذين يحكمون إسرائيل أن الشعب المصرى سيقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه لاستهداف أمن مصر القومى سواء بقضية تهجير الفلسطينيين أو ممارسة ضغوطات سياسية أو غيرها، فالشعب المصرى يصطف خلف القيادة السياسية ومؤسساته الوطنية ضد أى مشروع يستهدف تصفية القضية الفلسطينية التى قدمت مصر آلاف الشهداء من أبنائها دعما لهذه القضية المركزية.
وما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" صورة تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى، على هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض، والتى عقدت فى نوفمبر 2023، فى مقال لم يتطرق إلى إيران مطلقا يمثل نوعا من العُهر الإعلامى الإسرائيلى الذى يواصل ممارسة الأكاذيب والتضليل، ويأتى ذلك استمرارا للحملة الإعلامية القذرة التى يمارسها إعلام الاحتلال الإسرائيلى والصهيونية الدينية المتطرف التى تحكم إسرائيل.
رسالة الشعب المصرى التى وقعها بالدم عدة مرات منذ عام 1948 وحتى الآن بأننا لن نتنازل عن الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطينى وسنبقى فى خندق واحد مع أشقائنا الفلسطينيين إلى حين نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، ولتعلم إسرائيل أن الشعب المصرى بكافة مكوناته يعلم علم اليقين أن الكيان الصهيونى المحتل هو عدونا الأول الذى يحاول تطبيق أجندته فى الإقليم.. احذروا غضب الشعب المصرى الذى يعد حائط الصد الأول لمشروعكم الاستيطانى الاستعمارى التخريبى فى منطقتنا العربية.
وعلى الإدارة الأمريكية إدراك أن حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتم حله إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات، وتفعيل حل الدولتين، ولن يكون أبدا عن طريق أفكار صهيوأمريكية تحاول واشنطن فرضها على الشعوب العربية التى سئمت من الموقف الأمريكى المنحاز دوما للكيان الصهيونى، وهو ما يتطلب إنهاء فكرة احتكار الولايات المتحدة للتسوية فى الشرق الأوسط وضرورة إشراك قوى عظمى أخرى مثل روسيا والصين، ففكرة نظام القطب الواحد انتهت تماما ولا رجعة لها مطلقا وعلى الولايات المتحدة أن تدرك ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة