زكى القاضى

شعب متحوش لاختياره

الأربعاء، 29 يناير 2025 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هي لحظات تكتبها الأقدار على الشعوب، لحظات تُختبر فيها القيم والأصالة، وبين كل شعب وآخر يمكن فرز قيم الشعوب وتأصلها لحظة الاختبار، وكما يقال "العرق دساس"، أي أن الأصالة سلسال ممتد في الجينات و الأجيال، وتدلل الشواهد التاريخية عن تلك القيم، كما بينت اللحظات التاريخية قيم المصريين المتأصلة على عكس أمما ودولا لا تعرف لأصلها بداية، ولا يمتد نسبها حتى إلى 80 عاما أي أن هناك من يعيش بيننا حينما ولد لم تكن تلك الدول تأسست، أو تلك الكيانات تعششت، وفى ذلك التأصيل اللامتناهى يبقى للشعب المصرى لحظته التي يمكن القول فيها أن هذا الشعب تم"تحويشه" لتلك اللحظة.

ولفظ "حوش" أي أجله لحين حتى يظهر معدنه، بمعنى أن كل تراكمات القيم تظهر في لحظة إلهية معينة، رغم غبار الزمن وتشويشه، وقد حدث ذلك في التاريخ المصرى على فترات، ونتذكر منها العدوان الثلاثى 1956، وفى لحظات مابعد يونيو 1967، ولحظات العبور 1973 ، وفى يناير 2011، ويونيو 2013، وصولا للحظة المنتظرة التي ستظهر فيها عظمة المصريين أكثر مما يتوقعون في أنفسهم، ويتوقعهم العالم بأسره أيضا، وتلك اللحظات ترتبط دائما بالأرض، والدفاع عنها.

في السير الشعبية المصرية تتحدث الأقدار دائما عن فكرة البطولة الفردية، بيد أن تلك البطولات الفردية يمكن نسجها لتعبر عن صورة المصريين بأكملهم، فالمصريون شعب قادر على الإبهار بشكل غريب للغاية، ففى أزماتهم تكمن ملامح العظمة ذاتها، و في فقرهم تبرز معانى الكرامة الحقيقية، وفى محاصرتهم يزيد بطشهم في التصدي، وفى دفاعهم تفور كل أدوات الهجوم، وفى حلمهم تتجسد كل ملامح انتقامهم المؤجل، وهي صفات لا يمكن لأي تقارير وأبحاث رصدها، فقط أثبتتها الوقائع التاريخية، وستثبتها المواجهات المستقبلية، خاصة أن مصر مقبلة على تلك اللحظات التي سيختبر فيها كل فرد أصالته، وسيقدم الشعب المصرى سر جبروته وقوته، وفيها سنقول للعالم كله "نحن شعب  متحوش للحظة دي".


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة