في ظل الأحداث المأساوية التي تعيشها غزة منذ سنوات، تطل علينا القيادة السياسية المصرية بمواقف ثابتة وحكيمة، تحرص من خلالها على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وتدعم صمود أهل غزة أمام الاحتلال والعدوان المستمر ومن أبرز هذه المواقف كان قرار مصر الواضح بعدم السماح بتهجير سكان غزة، وهو الموقف الذي يعكس حرص القيادة السياسية على وحدة الشعب الفلسطيني، ويؤكد التزامها بمبادئ العروبة والعدالة الإنسانية.
إن قرار مصر بعدم السماح بتهجير الفلسطينيين من غزة يعكس رؤية استراتيجية عميقة تتجاوز الأبعاد السياسية اليومية فمصر كانت دائمًا، وستظل، الحامي الأول للحقوق الفلسطينية، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه دون تهجير أو تشريد لا شك أن هذا الموقف يساهم في تأكيد استقلالية الفلسطينيين ويمنع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تغيير ديمغرافيا الأراضي الفلسطينية.
التهجير القسري للفلسطينيين من غزة ليس حلاً للمشاكل المتفاقمة في المنطقة، بل هو أحد أساليب الاحتلال الهادفة إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها وقد أثبتت التجارب التاريخية أن عمليات التهجير لا تؤدي إلا إلى زيادة التوترات والصراعات، وتعمق معاناة اللاجئين ولهذا، فإن دعم القيادة المصرية للموقف الثابت في هذا الصدد يمثل حماية للحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني.
لقد عاشت مصر طوال العقود الماضية في قلب الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وحرصت على أن تكون دائمًا طرفًا فاعلاً في جهود إحلال السلام في المنطقة ومع ذلك، فإن القيادة المصرية تدرك تمامًا أن أي محاولة لتهجير أهل غزة ستمثل طعنة جديدة للقضية الفلسطينية، وستحرف الأنظار عن الحلول العادلة التي يجب أن تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
هذا الموقف المصري يعكس أيضًا إيمانًا راسخًا بأن القوة لا تحل الصراعات، بل الحلول السياسية المستندة إلى العدالة والمساواة كما أن دعم أهل غزة من خلال تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والمشاركة في عمليات الإعمار هو جزء من السياسة المصرية المستمرة في التضامن مع الفلسطينيين.
إن تهجير أهل غزة لن يساهم في استقرار المنطقة، بل سيؤدي إلى مزيد من التقسيم والانقسام بين الفلسطينيين أنفسهم، فضلاً عن تصعيد التوترات في المنطقة بشكل عام إذ أن سياسة مصر الثابتة في هذا المجال تؤكد على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، والبحث عن حلول سلمية تستند إلى قرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.
القيادة السياسية المصرية لا تكتفي بالكلمات فقط في دعم القضية الفلسطينية، بل تترجم هذه المواقف إلى أفعال ملموسة، من خلال دعم غزة بكل ما يتطلبه الوضع الإنساني، سواء كان ذلك على المستوى السياسي أو الإغاثي كما أن مصر تظل السند الأكبر لفلسطين في محافل العالم السياسية، وتعمل على توحيد المواقف العربية والدولية لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
وفي الختام، نؤكد أن الموقف المصري بعدم السماح بتهجير أهل غزة هو موقف شجاع وصحيح، يعكس عمق التزام مصر بالقضية الفلسطينية ويعكس تفهم القيادة السياسية للأبعاد الإنسانية والتاريخية لهذه القضية نحن بحاجة إلى مزيد من هذه المواقف الثابتة التي تعزز وحدة الشعب الفلسطيني، وتحافظ على حقه في العيش على أرضه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة