سيل من التصريحات الترامبية فور تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، وبين صدام مع الغرب ومواجهة للشرق، تأتى تصريحاته الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين في إطار من الوهم والخداع الاستراتيجى، لأنه – ببساطة - صمود شعب طوال 15 شهرا رغم الإبادة الجماعية والقتل والقصف، وصموده أيضا منذ 1948 وحتى الآن أقوى من أي حلم أو وهم أو مطمع حتى ولو جاء من أكبر رئيس دولة في العالم..
واسألوا التاريخ.. كيف انتصرت المقاومة وانتصرت الشعوب على كافة صور الاحتلال والاستعمار..؟
لذا، نقول: إن الوحدة والاصطفاف أمل الأمة العربية في مواجهة تلك النرجسية والأوهام والأطماع، لأنه لا يمكن التحرر من الهيمنة الخارجية والاحتلال دون وجود هوية وطنية، فبدون وحدة الداخل تظل الأطراف الداخلية مشغولة بصراعاتها التقليدية، مما يجعل أي محاولة للتحرر تصطدم بانقسامات داخلية تضعف الإرادة الجماعية، وتجعل من مشروع التحرر مجرد حلقات في سلسلة تلك الصراعات.. وهذه رسالة مهمة للأشقاء الفلسطينيين.
أما الرسالة العاجلة الثانية .. يجب على الحكومات العربية والإسلامية الآن وليس بعد تحمل مسؤولياتها التاريخية والسياسية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه هذه المخططات الخبيثة بكل أوراق القوة التي تتمتع بها، وبالوسائل الدبلوماسية والاقتصادية، لمنع مغبة دعم سياسات الاحتلال التي تكرس العنصرية والاستعمار..
وجرس الإنذار .. أنه يجب على الولايات المتحدة أن تعى أن مثل هذه الدعوات لا تمثل فقط تهديدًا مباشرًا للقضية الفلسطينية، بل تهدد أيضًا الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، وتتناقض مع قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه فى بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس..
وأخيرا.. ستظل مصر الداعم الأكبر، وحائط الصد الأول لمنع تصفية القضية الفلسطينية، فلما لا ؟ وهى من وقفت بالمرصاد للمخططات الرامية لضياع القضية الفلسطينية، وكانت خير سند للفلسطينيين، وعلى مدار السنوات الماضية، وستظل مهما كانت تلك الأحلام والأوهام.. ولن ينتصر في النهاية إلا الحق..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة