دندراوى الهوارى

من وحى الأفكار الثورية.. أوجه التشابه الخمس بين بشار الأسد وأبومحمد الجولانى!

الإثنين، 27 يناير 2025 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا حديث يسيطر على لسان المواطن العربى بشكل عام، والسورى على وجه الخصوص، إلا عن الأحداث المتسارعة فى سوريا الشقيقة، وما تبثه وسائل الإعلام بكل مشاربها، المحطات التليفزيونية والإذاعية والصحف والمواقع ووكالات الأنباء، رسمية منها كانت أو غير رسمية، بجانب ما يبث من فيديوهات على مواقع السوشيال ميديا عن الواقع الجديد.. للدرجة التى دفعت غالبية المواطنين العرب إلى طرح الأسئلة فى المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعى عن هذه الأحداث، لكن يتبقى السؤال الجوهرى فى تقديرى وهو: هل هناك تفاوت أو اختلاف بين ما كان قائما فى عهد النظام السابق بشار الأسد، وما يقع حاليا من أحداث فى عهد الإدارة الجديدة بقيادة أبومحمد الجولانى، سابقا، وأحمد الشرع حاليا؟ وما هى أوجه الشبه بين بشار الأسد والجولانى؟

للإجابة عن هذا السؤال الجوهرى والمهم، لا بد من ارتداء العباءة الثورية إبان نظام بشار الأسد وأيضا فى عهد الإدارة الجديدة، والمقارنة بين ما كان يعترض عليه، وبين ما يحدث حاليا، بحيادية ومسطرة واحدة دون نوازع عاطفية أو أيديولوجية.

الحقيقة المجردة، أن هناك 5 متشابهات إلى حد التطابق بين النظامين بشكل واضح، والمتمثلة فى التالى:
التشابه الأول:
الذين خرجوا ضد نظام بشار الأسد، اتهموه بأنه دشن للديكتاتورية القومية، من خلال تصدير مصطلحات الوحدة العربية، وتبناها حزب البعث، وأعلى من شأن الطائفة العلوية التى ينتمى لها على حساب باقى مكونات الشعب السورى!

أما أبومحمد الجولانى ، فإن كل الأخبار الواردة من الداخل السورى، تؤكد أنه دشن للفاشية الدينية، ووضع رجاله خطة الانتقام من الأكراد والعلويين والمسيحيين، بجانب العلماء والفنانين، علاوة على موجات التحريم لكل شىء، فى تغيير وجه سوريا التنويرى إلى الظلامى، وما قتل الأديبة والمفكرة الدكتورة رشا ناصر العلى، والتى عثر على جثتها وهى مقطوعة أصابع اليد بعد أسبوع من اختطافها على يد رجال الجولانى، إلا دليل قاطع.
الثانى:
المعارضون بعنف لنظام بشار الأسد يتهمونه بأنه أسدى وعودا سرية بالمحافظة على أمن إسرائيل، من خلال رسائل طمأنة معلومة، رغم إظهاره فى تصريحات علنية عكس ذلك، والدليل أنه لم يطلق رصاصة واحدة طوال سنوات حكمه نحو هضبة الجولان المحتلة.

أبومحمد الجولانى، سابقا، وأحمد الشرع، حاليا، كان أكثر وضوحا فى دعم إسرائيل علنيا، تركها تنفذ ضربات إبادة للجيش السورى وتدمير كل بنيته العسكرية التحتية وصار أعزل حتى من السلاح الخرطوش، ورأينا التصريحات الرومانسية من وزير الخارجية ومحافظ دمشق، تتغزل فى إسرائيل وتؤكد أن سوريا فى عهدها الجديد ستبذل قصارى جهدها للمحافظة على أمن واستقرار تل أبيب! 
الثالث:
المعارضون بقسوة لنظام بشار الأسد اتهموه بأنه استدعى دولا للتدخل فى الشأن السورى ضد شعبه من أجل المحافظة على مقعده، ومارسوا كل أنواع التنكيل والقتل لمعارضيه!والسؤال، هل أبومحمد الجولانى، ورجاله ساروا عكس نهج بشار؟ الحقيقة المعلنة لجميع شعوب الأرض، أن الرجل سار على نفس النهج، واستدعى الخارج للسيطرة على الشأن الداخلى السورى، بشكل يثير كثيرا من الشكوك، ومَثَل صدمة عنيفة لغالبية السوريين!

الرابع:
بشار الأسد، اتهم باضطهاده للسنة والأكراد والأشوريين، وكفرهم لمخالفتهم عقيدة طائفته.
أما الأخبار الواردة حاليا من الداخل السورى ومنتشرة انتشار النار فى الهشيم فى وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، تسرد ما يفعله رجال الجولانى بكل الطوائف من اضطهاد وتنكيل، وهناك جرائم ترتكب ضدهم يندى لها الجبين، ما دفع المسيحيين والعلويين للخروج فى مظاهرات صاخبة معترضة على هذه الجرائم!
الخامس:
الذين يرتدون العباءة الثورية اتهموا بشار الأسد بأنه نكل بمعارضيه فى سجن صيدنايا، واعتبروا هذا السجن سلخانة تقطع فيها أعضاء المساجين، وكأنه السجن الوحيد الموجود على كوكب الأرض، ولا توجد سجون فى كل دول العالم، المتقدم منها، قبل المنتمين للعالم الثالث!
نفس الاتهام، وجهه المعارضون للجولانى، حيث اعتقل ونكل بكل خصومه بل وانقلب على أصدقائه وأودعهم سجن إدلب، الذى يعج بالمساجين، وخرجت مظاهرات نسائية من أهالى هؤلاء المساجين عقب سقوط سجن صيدنايا، وهاجموا الجولانى ورجاله بقسوة وطالبوه بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء، على حد وصفهم!
هذا غيض من فيض، وعلى غرار المثل المصرى الرائع الذى يقول: «لا تعايرنى ولا أعايرك.. الهم طايلنى وطايلك»، فإن السوريين الذين ابتهجوا بما يسمى زورا وبهتانا «فتح سوريا» فاقوا من سكرة الفرح بسقوط نظام بشار الأسد، على فاشية دينية بدأت تضعهم تحت مقصلة التكفير الدينى والطائفى والسياسى، وسيطرة فتاوى تحرم كل شىء، وبدأت أعداد غفيرة من الطوائف العلوية والمسيحية والكردية الفرار من سوريا، فى حين يسيطر الرعب على من لم يتمكنوا من الهرب!
سوريا الآن على صفيح ساخن، لا أمن ولا أمان، واندثار الاستقرار، ورعب من المستقبل الذى لا يحمل فى جعبته أى مؤشرات أمل أن يعود الاستقرار وتبدأ عملية التنمية والبناء.

ولا يفوتنا إلا أن نرفع الأكف بالدعاء إلى المولى عز وجل بأن يعود الأمن والاستقرار والازدهار للوطن الشقيق سريعا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة