أحمد جمعة

الفلسطينيون صامدون .. صابرون .. مرابطون

الإثنين، 27 يناير 2025 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عاد الشعب الفلسطيني المرابط إلى منازله المدمرة في غزة وشمالها بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجرائم التطهير العرقي التي سعى من خلالها لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وذلك في إطار مخططات الاحتلال لتفريغ الأرض وبناء المزيد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا أن صمود الشعب الفلسطيني وأد هذا المخطط الخبيث.

الشعب الفلسطيني وحده بطل هذه الحكاية فهو شعب الجبارين الصامد والصابر مع الظروف القاسية التي يعيشها في قطاع غزة، وأثبت هذا الشعب البطل أنه أكبر من قياداته التي تتصدر المشهد السياسي منذ نحو سنوات، فهو الرافض للإنقسام الداخلي الفلسطيني والمتمسك بالوحدة الوطنية والرافض لأي محاولات لفصل غزة عن الضفة الغربية والقدس أو تصفية القضية.


احتفاء شعبي عربي وفلسطيني بعودة الأشقاء في غزة إلى مناطقهم بعد إجبارهم على النزوح قسريا إلى جنوب القطاع، إلا أن النازحون رفضوا بشكل قاطع مغادرة غزة إلى الخارج، رافضين كافة مشاريع التهجير التي طرحتها إسرائيل والولايات المتحدة للتخلص من المواطنين الفلسطينيين خلال الحرب الأخيرة.
أهازيج وزغاريد ورفع علامات النصر انتشرت صباحا في شوارع غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من حاجز نتساريم، والسماح للمواطنين الفلسطينيين بالعودة إلى مدينة غزة وشمالهم بعد عمليات عسكرية مستمرة لأكثر من 15 شهرا، ما أدى لاستشهاد حوالي 50 ألف فلسطيني وما يقرب من 115 ألف مصاب.


المشكلة الأكبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة تكمن في رغبة الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة وأصوات غربية في تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة والضفة، وتابعت هذه الدول حجم الصمود والصبر الأسطوري للمواطن الفلسطيني على أرضه لإيمانه بقضيته العادلة والرافض لتصفيتها، والمتمسك بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.


حاولت أطراف خارجية الضغط على مصر والأردن للقبول بتهجير الفلسطينيين إلا أن رد قيادتي وشعبي البلدين كانت حاسمة برفض قبول أي تهجير للفلسطينيين، ويحتاج الموقفين المصري والأردني إلى دعم عربي وشعبي للتصدي لأي مخططات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وشنت أصوات خارجية معادية لمصر في نهاية 2023 حملة كبيرة طالبت خلالها بفتح الحدود للفلسطينيين بذريعة التخفيف عنهم لكنها دعوة للتهجير القسري، وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع وثبت صحة وصواب الموقف المصري الذي أدرك منذ بداية الحرب بالمخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.


عاد سكان قطاع غزة إلى الشمال ويعملون على لملمة الجراح ومعالجة الدمار الذي أصاب منازلهم، ويجب على المكونات الفلسطينية والفصائل الاصطفاف وتشكيل جبهة وطنية بعيدا عن المراهقات السياسية والمناكفات الحزبية.


عاد النازحون إلى مناطقهم التي تم مسحها كليا وأطلال منازلهم في غزة وشمالها للرباط على هذه الأرضه وعدم تركها رغم الخراب والدمار، وتتحمل الفصائل والمكونات الفلسطينية الفاعلة في المشهد الفلسطينية تداعيات عدم الاتفاق على مشروع وطني واصطفاف للتصدي للتهجير القسري وتصفية القضية، وذلك في ظل محاولات لوأد حقوق الفلسطينيين سواء بقضم المزيد من الأرض وعدم القبول بحل الدولتين من قبل الاحتلال أو إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال استهداف تل أبيب لوكالة "الأونروا".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة