73 عامًا مرت على معركة الإسماعيلية التي وقعت في 25 يناير عام 1952، وأصبحت رمزًا للشجاعة والوطنية والإخلاص. لم تكن هذه السنوات مجرد أرقام تُضاف إلى التاريخ، بل عقودًا من الكفاح والبطولات، سطّر فيها رجال الشرطة صفحات مشرقة من الكرامة والفداء.
خلال حضوري احتفالات عيد الشرطة الـ73، التي شرفها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضوره، إلى جانب قيادات الدولة والقوات المسلحة والشرطة، توقفت أمام عدة رسائل هامة:
أولاً: الفيلم الوثائقي
عرض الفيلم القصير صورة مُبهرة لوحدة الجبهة الداخلية، التي جمعت أبناء الشعب المصري ورجال القوات المسلحة والشرطة خلال حرب أكتوبر 1973. الفيلم أبرز ملحمة مدينة السويس المناضلة ، التي واجهت الهجوم الإسرائيلي المباغت، وأظهرت صمودها ودحر القوات المعتدية خارج حدودها.
ثانيًا: التدريبات المتطورة
ظهر جليًا المستوى العالي من التدريب الذي يخضع له رجال الشرطة بمختلف قطاعاتها، بدءًا من مكافحة الإرهاب، ومرورًا بالأمن المركزي، وصولًا إلى القوات الخاصة. هذه التدريبات أظهرت كفاءة الجهاز الأمني في التعامل مع أصعب التحديات.
ثالثًا: كفاءة العنصر النسائي
برزت الكفاءة العالية لضابطات الشرطة المصرية، في مشهد يعكس رسالة قوية للخارج قبل الداخل. فنساء مصر جنبًا إلى جنب مع رجالها يحملن مسؤولية الدفاع عن أمن الوطن واستقراره.
رابعًا: تطور جهاز الشرطة لمواجهة التحديات
في مواجهة تطور أساليب الجريمة، أثبت جهاز الشرطة قدرته على التكيف والتصدي بفعالية. مركز العمليات الأمنية بوزارة الداخلية يُعد نموذجًا لهذا التطور، حيث يعمل بمنظومة متكاملة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وفريق احترافي مدرب على أعلى مستوى.
هذا التطور يمثل رسالة طمأنة للمواطنين بأن أعين مصر الساهرة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار، خاصة في مواجهة الجرائم الإلكترونية المعقدة.
خامسًا: مشهد اصطفاف القوات
جاء مشهد اصطفاف قوات الشرطة المصرية ليؤكد جاهزيتها الكاملة. العرض الذي شمل القوات الخاصة، المعدات، الأجهزة الحديثة، والمركبات العسكرية أظهر مدى الاستعداد لمواجهة أي تهديدات داخلية أو خارجية.
وفي لفتة مُهمة، وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة للفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع، والسيد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بتنظيم زيارات لشباب مصر وطلاب الجامعات لمشاهدة جاهزية القوات بأنفسهم.
سادسًا: تكريم أسر الشهداء
كان لتكريم أسر الشهداء أثر عاطفي كبير على الحضور. تأثر الفنانون والمثقفون بهذا المشهد، حيث بدت دموع صديقي المطرب الكبير مدحت صالح تعبيرًا عن مشاعر صادقة، وتفاعل الحضور بتصفيق حار تعاطفًا مع أسر الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.
وأثناء التكريم، عبّر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ما يجول في خواطرنا جميعًا، مؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا داعمة لأسر الشهداء وتفي بوعودها لهم.
الرسالة الأهم
جيش وشرطه مصر مش بتوع حد
وفي ختام الاحتفال، جاءت رسالة الرئيس الواضحة: ان الجيش والشرطة عمرهم ما هيكونوا غير جيش وشرطة مصر.
كما اكد سيادته علي الثقة الكاملة في جاهزية القوات المسلحة الباسلة والشرطة المصرية للتصدي لأي مخطط يهدف لزعزعة أمن واستقرار مصر.
فالحاسدون والحاقدون كثر، ولكن تماسك الجبهة الداخلية سيظل صمام الأمان ضد كل تهديد.
وفي عيد الشرطة الـ73، تبقى الشرطة المصرية حصنًا منيعًا يحمي الوطن من الأخطار، وسيف العدالة الذي يصون الحاضر ويرسم ملامح المستقبل.
محمد عبدالله
إعلامي مصري
مذيع بالقناة الاولي بالتليفزيون المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة