خلال الاحتفال بعيد الشرطة، هناك دائما أفكار ورسائل يوجهها الرئيس، وتدور نقاشات، ويتبادل المصريون الأسئلة، ويبحثون عن أجوبة، بجانب وجود تساؤلات ومخاوف أحيانا، حول ما واجهته مصر على مدار عقود، وكيف تغير العالم ويتغير الإقليم من حولنا؟ وهذه التحولات تنعكس على حياة الناس وقدرتهم على التفاعل مع ما يجرى من حولهم.
وعلى مدى أكثر من 13 عاما واجه المصريون اختبارات، وتعرضوا للكثير من الأحداث التى أسقطت دولا من حولنا، وأطاحت بأحلام دول وشعوب أخرى، بل إن ما واجهته مصر على مدار 11 عاما من مواجهة مع تنظيمات إرهابية هدمت دولا من حولنا، وخاضت حروبا بالوكالة وحولت أحلام التغيير الى كوابيس، جعل الدولة تواجه الإرهاب بخليط من العمل العسكرى والأمنى وتغيير فى تكتيكات المواجهة، مع تنظيمات إرهابية ممولة ومدربة شنت حروبا غير تقليدية، مدعومة بمنصات إعلامية تبث الشائعات وتسعى لصنع فوضى، وحتى «25 يناير» التى عبّرت عن تطلعات المصريين لبناء مستقبل جديد، كادت أن تتحول إلى خلل، وتفقد بوصلتها، وتقود إلى سياقات غير مرغوبة، لكن وعى الشعب، والتفافه حول نواة الدولة الصلبة، منحا مصر القدرة على تجاوز مرحلة صعبة.
هذا ما يفترض أن نستعيده ونحن نتذكر ونحتفل بهذه الذكرى، ومن هنا تتحول احتفالية الشرطة بعيدها السنوى إلى تعبير عن وحدة الشعب المصرى، ووعيه فى السعى نحو المستقبل، من دون أن يغرق فى مستنقعات سقطت فيها شعوب عجزت عن الخروج، لأن هناك دائما من يستسلم للفتن، والشائعات، وللتحريض الذى يتم عبر منصات وأجهزة، ليس بهدف الإصلاح بل الهدم والتقسيم.
من هنا فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحرص دائما على تأكيد عدة نقاط، أهمها أن مصر نجحت فى الحفاظ على الدولة والاستقرار فى محيط مشتعل بفضل وعى المصريين وقدرتهم على التفرقة بين أحلام التغيير ومحاولات إسقاط الدول، وأن رجال الجيش والشرطة هم أبناء الشعب المصرى، الذين ضحوا من أجل صنع الاستقرار والنجاة من مصائر دول من حولنا ضاعت وسقطت فى الفتن والفوضى، ولم تحصل على تغيير ولا غيره، الرئيس قال إن مصر دولة كبيرة لا يمكن لأحد أن ينجح فى تهديدها، وأن الجيش والشرطة ملك الشعب وليس لأشخاص، وطمأن الرئيس المصريين بأن الأمور مستقرة، وأننا نستعد دائما لكل تحول أو تحد، وأن البناء والعمل هما دعم للاستقرار، بل إن مصر تحرص على استقرار الدول الشقيقة ولا تتدخل أو تتآمر، وترفض التدخلات فى شؤون الدول، أو السعى لتفتيتها.
وخلال احتفالية الشرطة بالعيد الثالث والسبعين، حرص الرئيس السيسى، على تأكيد أن الوصول للاستقرار كان له ثمن كبير، من أرواح أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة، وأن الأرواح هى أغلى ما يقدمه أبناؤنا، وحرص الرئيس على توجيه التحية للشهداء ودورهم الكبير فى حماية أمن المواطنين وممتلكاتهم، وتم تكريم عدد من شهداء الشرطة، وأننا يجب أن نتذكر أبناءنا الذين استشهدوا أو أصيبوا، وكانت حياتهم ثمنا دفعته مصر وأبناؤها وشعبها، وهو ثمن يجب أن نتذكره، وتوجه إلى أسر الشهداء بأننا لا ننسى التضحيات، وما قدمه أبناؤهم للوطن، وأن مصر تعيش فى سلام وأمان بفضل تضحيات هؤلاء الشهداء والمصابين، وقال: «إننا لن ننسى أبدا كل شهيد أو مصاب وندعم ذويهم، مصر لم ولن تنساهم، لأن تضحياتهم هى التى تحقق الأمن والاستقرار للشعب المصرى وتحفظ الدولة».
وزير الداخلية اللواء محمود توفيق شرح شكل وحجم التطور فى أداء الشرطة، ويدرك كل من يتابع أداء الشرطة المصرية حجم ما تحقق من تطور فى أداء الأمن، فى مواجهة الإرهاب ودحره، وأيضا فى مواجهة هجمات المخدرات المدمرة، والجريمة الحديثة والمنظمة والتى ترتبط بالتكنولوجيا، وتم تطوير مناهج الشرطة بما يناسب تطورات العصر، من استيعاب حقوق الإنسان أو الجريمة التقنية، بجانب الخدمات والوثائق والخدمات المدنية وسرعة الاستجابة للبلاغات والتفاعل معها، وتحسين أداء الشرطة شكلا ومضمونا.
الرئيس السيسى حرص على تأكيد الدور المصرى فى مواجهة الحرب على غزة، ومواجهة مخططات التصفية والتهجير، وصولا إلى وقف إطلاق النار، والسعى لإدخال المساعدات، والسير باتجاه إعادة إعمار غزة، والأهم دعم مسارات حل الدولتين، وهو دور مهم يؤكد مسؤولية مصر التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
الشاهد أن احتفالية الشرطة فرصة لتذكر تضحيات أبنائنا، ومواجهة أى محاولات للفتنة أو نشر الشائعات، وهو ما يؤكده وعى المصريين المستمر، وقدرتهم على الفرز والصمود، وإفشال مخططات الهدم والتلاعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة