أحمد التايب

الانسحاب من منظمة الصحة العالمية.. تكتيكات ترامبية

الخميس، 23 يناير 2025 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرار دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، لا غرابة فيه، وإنما يأتى فى إطار العقلية الترامبية التى لا تؤمن إلا بسياسة الربح والخسارة، بعيدا عن القيادة التقليدية للنظام العالمى، لذلك أعتقد أنه لن تتخلى الولايات المتحدة عن التحكم فى النظام الدولى ومؤسساته حتى فى حكم ترامب، لكن ما يفعله ترامب ما هو إلا تحول جديد للضغط على الدول والشركاء بالدفع والتمويل، فما كان يجوز  بعد ١٩٤٨ فى ظل اقتصادياتهم الضعيفة لا يجوز الآن بعد تقدم اقتصادياتهم ورفاهية شعوبهم، لذا فهو يرى أنه قد آن الأوان أن تتغير سياسات الدعم والتمويل، ويكفي الولايات المتحدة أن تقود تلك المنظمات الدولية دون تحمل أعباء مالية أكثر ..

صحيح، قرار ترامب الخاص بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، سيكون له تأثيرات وتداعيات كبيرة خلال الفترة المقبلة، على كل  المستويات، لأنه من المتوقع حدوث فجوة كبيرة في ميزانية المنظمة، مما سيؤثر على قدرتها على تنفيذ برامجها الصحية على مستوى العالم، مثل برامج مكافحة الأمراض المعدية مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة المكتسبة،خاصة في الدول النامية وفى البلدان التى بها صراعات..

غير أن  الإنسحاب قطعا يؤدى إلى ضعف البحث والتطوير؛ فمنظمة الصحة العالمية تلعب دوراً أساسياً في تنسيق الأبحاث الصحية، اضافة الى التأثير عل   تمويل أبحاث الأدوية واللقاحات، مما يبطئ من إيجاد حلول فعالة للأمراض المستجدة.


ورغم خطورة هذه التداعيات، أقول: إن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية ما هو إلا تكتيكات ترامبية لا أكثر ولا أقل، وفقا لاتباع سياسة الربح والخسارة،  وستعود واشنطن فور إعادة سياسة التمويل للمنظمة من جديد، وإعادة بسط نفوذها بشكل كامل على المنظمة لخدمة أهدافها كما كانت، خاصة أن واشنطن ترى أن هناك من ينافسها، ويريد أن يغير النظام العالمى من نظام قائم على القطبية الواحدة الى نظام متعدد الأقطاب.

ومكمن الخطر.. أن العالم الآن مختلف تماما عن العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما يجب أن تضعه الولايات المتحدة عين الاعتبار وإلا سينتهي هذا الصراع العالمى بحرب عالمية ثالثة الكل سيدفع ثمنها..

وهنا، يجب على المجتمع الدولى والقوى الأخرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي، المتوقع قيامهم بسد الفراغ المالي والسياسي الذي قد تتركه الولايات المتحدة، للحفاظ على النظام الصحى العالمى، خاصة أن انهياره قد يؤدى إلى انتشار الكوارث الصحية ويزيد من معاناة الملايين من البشر حول العالم بل يهدد العالم بتوظيف الانهيار لصالح أهداف وأعمال استخباراتية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة