أكرم القصاص

ترامب وماسك وزوكربيرج.. خصوم وحلفاء السياسة و"السوشيال ميديا"

الثلاثاء، 21 يناير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم وقد تم تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، رئيسا لفترة رئاسية ثانية، تظل السلطة هى نفسها بصرف النظر عن كوننا فى عصر الاتصالات، ومن يراجع ما جرى مع الرئيس ترامب قبل أربع سنوات من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى، وما يجرى اليوم يكشف عن كيف يمكن لمواقع السلطة أن تغير من مواضع وأشكال ممارسة هذه السلطة، فقد تبرعت شركة «ميتا» التى يرأسها مارك زوكربيرج بمليون دولار للصندوق التابع لحفل تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وساهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذى لشركة OpenAI «أوبن إيه آى» بمليون مليون دولار، وكذلك شركة «أبل».


تبرع زوكربيرج جاء بعد أسبوعين من زيارة الرئيس التنفيذى لشركة «ميتا» مارك زوكربيرج، إلى منتجع مار إيه لاجو لتناول العشاء مع ترامب، الذى كانت العلاقات معه متوترة دائما، وهو ما دعا بعض المعلقين إلى التساؤل عما إذا كان مارك يكفر عن أخطائه السابقة مع ترامب.


قبل أربع سنوات ألقت معارك السياسة بظلالها حتى على التحكم فى حريات التعبير على منصات التواصل لمئات الملايين من البشر، وبعد أن كان «تويتر» أو إكس يمثل لترامب منبرا رئيسيا، استعان به للإعلان عن قرارات سياسية مهمة كإقالة المسؤولين أو مخاطبة أنصاره وخصومه فى الداخل والخارج، لكنه واجه حصارا فى أعقاب اقتحام الكونجرس يوم 6 يناير2021، وتوحدت مواقع التواصل ضده وحظر «فيس بوك» و«تويتر» حساب ترامب، وعلق موقع يوتيوب المملوك لـ«جوجل» بنشر فيديوهات جديدة على حساب ترامب الرسمى وأزال محتوى تم تحميله، لما اعتبره انتهاكا لسياساته، وإثارة مخاوف من احتمالات إثارة العنف.
ترامب وقتها هاجم شركات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعى، وقال إنها ترتكب خطأ كارثيا وتقوم بأمر مروع بأمريكا، وفى حين رحَّب خصوم ترامب بتدخل منصات التواصل الاجتماعى ضده، فقد رأى خبراء آخرون أن المنع انحياز يضر بالحريات.


المفارقة أن خصوم ترامب من الديمقراطيين رحبوا بالمنع، واعتبرت عضو الحزب الديمقراطى وقتها روبن كيلى، تعليق حساب ترامب «خطوة طال انتظارها وتستحق الثناء»، وعبرت هيلارى كلينتون منافسته الخاسرة، عن فرحتها بحظر حساب ترامب نهائيا، فقد رأى أنصار الحريات  فيما حدث مع ترامب «مؤشرا خطيرا وخطوة تقوض حرية التعبير عبر الشبكات الإلكترونية»، وقالت النائبة الجمهورية ديانا هارشبارجر «إن تعليق حساب ترامب على «تويتر» مقلق للغاية، بدلا من تشجيع الحوار، ستعمل الخطوة على تعميق الانقسام فى هذا البلد»، كما حذر آخرون من «المساس بحرية التعبير ومن النفوذ المتزايد لتلك الشركات».
ورأت جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية، أن الأمر يستدعى القلق بسبب «قدرة تلك الشركات على شطب أشخاص من منصاتها بعد أن باتت المنفذ الوحيد للملايين لكى يعبروا عن آرائهم».


المهم أن معركة ترامب وقتها كانت تعكس صراعا واضحا، كشف عن ديكتاتورية وتسلط شركات التكنولوجيا، مع توقعات بأن تسبب معركة ترامب ومواقع التواصل تصعيدا لمنصات أقل شعبية.


وانقلبت الآية بعد فوز ترامب، وأعلن زوكربيرج تبرعه بمليون دولار لصندوق تنصيب ترامب، وهى خطوة لم يقدمها فى عام 2017 أو لصندوق الرئيس جو بايدن فى عام 2021، وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلا عن السجلات العامة، التى أوردت لأول مرة عن التبرع، وسبق أن انتقد زوكربيرج أوامر ترامب التنفيذية بشأن الهجرة خلال الولاية الأولى للحزب الجمهورى.


وقد تصدر قادة التكنولوجيا الثلاثة الحضور إيلون ماسك، وجيف بيزوس، ومارك زوكربيرج، حفل تنصيب ترامب، بل إن ماسك الذى اشترى تويتر وغير اسمه إلى «إكس» هو حليف ترامب، الذى راهن عليه وأصبح من رموز مرحلته السياسية، حيث انضم إلى إدارة ترامب فى دور يشرف على مجلس استشارى ليطلق عليه اسم «إدارة الكفاءة الحكومية»، ورافق ماسك ترامب فى منتجع مار إيه لاجو فى فلوريدا.

 

وحسب شبكة nbc الأمريكية فإن الحضور البارز للعديد من نجوم التكنولوجيا والمليارديرات فى حفل تنصيب ترامب يشير إلى مدى سرعة ارتياح قادة صناعة التكنولوجيا لترامب مع توليه فترة ولايته الثانية كرئيس، وهو الذى اشتبك مع جيف بيزوس مالك «واشنطن بوست»، و«أمازون»، لكن الأمور تغيرت فى الفترة الثانية. 


كل هذا يشير إلى كيفية تحولات السلطة فى العالم، وتغيير التحالفات والعلاقات، سواء من جهة قادة التكنولوجيا، أو من جانب ترامب فيما قد يشير إلى تغيير فى طريقة إدارته للأمور، بعد فوزه فى مواجهة حروب شرسة، ونجاحه فى العودة إلى البيت الأبيض، متحديا الديمقراطيين.

p
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة