بدأ العد التنازلى للانسحاب الإسرائيلى من أراضى جنوب لبنان، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذى نص على الانسحاب خلال 60 يوما من بدء سريان الاتفاق الذى دخل حيز التنفيذ فى الـ27 من نوفمبر الماضى.
يرتفع مؤشر القلق إزاء وفاء إسرائيل بهذا الموعد، تأسيسا على التمادى فى الخروقات ، حيث واصل جيش الاحتلال تفجير المنازل ونشر قواته فى قرى وبلدات الجنوب ، ليرتفع عدد الخروقات التى ارتكبها الجيش الإسرائيلى منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان إلى 564 خرقا.
وواصلت قوات الاحتلال توغلها في منطقة الدبش غربي بلدة ميس الجبل، فى الوقت الذى تقوم فيه جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية ومزارع بالإضافة إلى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان.
يحاول العدو الإسرائيلى إلحاق أكبر قدر من الخسائر فى الجنوب قبل الانسحاب المقرر فى ال26 من يناير الجارى ليصعب عملية إعادة الإعمار، وفى هذا الصدد قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الجيش الإسرائيلي دمر مئات المباني وألحق أضراراً كبيرة جنوبي لبنان، وانتقل إلى عشرات المواقع الجديدة خلال الأيام الـ40يوماً الأولى من وقف إطلاق النار، وفق بيانات الأقمار الصناعية غير المعلنة سابقاً والصور ، ومصادر مع الأمم المتحدة والمسؤولين والدبلوماسيين الغربيين واللبنانيين.
تقرير الصحيفة الأمريكية أشار إلى أن البيانات والصور وثقت غارات شبه يومية شنها الجيش الإسرائيلي على لبنان، وقد شككت فيما إذا تشكل هذه الغارات انتهاكات لوقف إطلاق النار، إذ نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن "اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة لمراقبة الاتفاق لم تحدّد بعد ما يعتبر انتهاكاً للهدنة".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا "الارتباك" أثار تساؤلات بشأن قوة اتفاق وقف إطلاق النار، والمتوقع حدوثه بعد انتهاء فترة الهدنة في الـ26 من يناير الجارى.
الزخم العربى والدولى
وعلى الصعيد السياسى ، تتواصل الزيارات الدبلوماسية العربية والدولية على لبنان، تضامنا وتعضيدا للعهد الجديد الذى انطلق فى بلاد الأرز؛ ما يؤكد أن الاهتمام بلبنان قد عاد بقوة بالتزامن مع ترقب ولادة الحكومة الجديدة؛ فمنذ انتخاب رئيس لبنان جوزيف عون وتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، شهدت بيروت زيارات متعددة لمسؤولين غربيين وعربا، وسط توجيه سلسلة دعوات رسمية للعماد عون عون لزيارة عدة دول من بينها قطر والسعودية والأردن.
وكانت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أبرز تلك الزيارات ، حيث حملت العديد من الأهداف، من بينها للتشديد على دور الجيش في حماية البلاد ومناطق الجنوب، ففرنسا لطالما دعمت المؤسسة العسكرية وسعت إلى تعزيز عناصرها، والمرحلة المقبلة ستشهد إقبالاً غربيّاً على تسليح الجيش اللبنانى وتدريبه لضبط الحدود والمعابر، بهدف منع "حزب الله" من التسلح وإعادة تنظيم صفوفه.
وفى هذا السياق، قالت وسائل إعلام لبنانية من بينها "mtv" و"لبنان 24"، إن وزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان سيلتقى الرئيس جوزيف عون فى بيروت الخميس ، وتعد هذه الزيارة الأولى التي يجريها وزير سعودي إلى لبنان منذ عدة سنوات، وسيبحث مع عون مسارا جديدا من العلاقات السعودية اللبنانية، مع إبداء استعدادالمملكة لتقديم الدعم للبنان في مختلف المجالات، ومن المقرر أن تتناول المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين وأيضا الدفع باستقرار الجنوب اللبنانى.
كما يسلم الوزير السعودى دعوة لجوزيف عون لزيارة السعودية، كما أنه من المرتقب أن يلتقى بن فرحان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام.
وبالمقابل هناك زيارة مرتقبة سيجريها رئيس لبنان جوزيف عون إلى السعودية و سيتم خلالها التوقيع على 22 اتفاقية مشتركة اقتصادياً، مالياً، زراعياً، وأمنياً، كما يفترض أن تعلن السعودية رفع حظر سفر مواطنيها إلى لبنان.
وتفيد تقارير إعلامية لبنانية بأن السعودية تعمل بالتعاون مع قطر و الكويت للعمل على تأسيس صندوق مشترك لدعم لبنان في المرحلة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة