ضجة وجدال لا معنى له عقب اطلاق اسم الدكتور مجدى يعقوب على صالة كبار الزوار بمطار أسوان واعتباره تكريما للبروفيسور بعد إنجازه الطبي العالمي بتطوير صمامات طبيعية للقلب تدوم مدى الحياة.
ونشبت معركة إعلامية في بعض القنوات الفضائية وانتهزها البعض فرصة لانتقاد وزير الطيران والهجوم عليه واعتبار قراره نوعا من الإهانة لطبيبنا العالمي الذي منحته ملكة إنجلترا لقب فارس منذ 32 عاما ولقبه الإعلام البريطاني بـ"ملك القلوب" بعد عمليات نادرة جعلته أحد أشهر جراحي القلب في العالم .. ونجح فى كتابة اسمه فى كتب التاريخ العالمية بعد أن تم تصنيفه كأكثر أطباء العالم إنجازا في عدد عمليات زرع القلب.
الدكتور مجدي يعقوب لا يستحق صالة كبار الزوار أو ميدان يعلق فيه تمثال له يعاني من الإهمال مثل تمثال صاحب نوبل في الآداب المغطى بالأتربة في ميدان سفنكس بالجيزة أو شارع ينسى سكانه والمارة فيه مع مرور الزمن إنجازات وتاريخ صاحبه ولا يبقى منه سوى اسم يستدل منه الناس على وجود مستشفى فيه أو عيادة طبيب أسنان أو مطعم مأكولات أو كافيه
لا يستحق مجدي يعقوب كل هذا، ولا يشغله التكريم وحفلاته أو مراسم نيل الأوسمة وضجيجها أو تجذبه معارك إعلاميه بسببه حتى وإن كانت نوايا أصحابها طيبة، فالرجل حقق من الشهرة والصيت والسمعة في العالم كله ما يفوق بكثير إطلاق اسمه على ميدان أو محطة أو صالة ركاب وأصبح من كبار الشخصيات الطبية التى أثرت في تاريخ الطب وحفرت اسمها في سجلاته على مر التاريخ، فقد أصبح " أسطورة الطب" مجدي يعقوب وهو اللقب الذي حصل عليه من جمعية القلب الأمريكية بشيكاغو، وسكن قلوب الملايين ولن يغادره أبدا منذ أن قرر أن يتفرغ بعلمه للعمل من أجل الإنسانية طوال رحلة عطاء ممتدة من العمل والكفاح والإنجاز باتت حلم ونموذج للملايين من شباب العلماء والباحثين بعد أن اصبح يعقوب شخصية استثنائية وقيمة إنسانية.
رغم كل هذه الأوسمة والنياشين والتقدير والتكريم، إلا أن الدكتور مجدى يعقوب – كما قال فى إحدى المناسبات - يرى أن الوسام المفضل لديه على الإطلاق هو رؤية المرضى يتحسنون فالأوسمة لا تعطى شيئا للعلم أو الإنسان، ويؤكد أن الذى يمنحه السعادة الداخلية هو الوصول لاكتشاف جديد يؤثر على آلاف من الناس ويطبق على ملايين منهم ويمكن ذلك من خلال رؤية طفل تمكن من الحياة بصحة بعد أن كان معرضا للوفاة بسبب مرضه وهذا أكثر شيء يمنحنى السعادة.
من هنا جاءت مفاجأته السارة وهديته الكبرى للإنسانية خلال الأيام الأخيرة التي اهتم وانشغل بها الإعلام العالمي واعتبرها "معجزة طبية" من مجدي يعقوب، فقد أعلن عن تطوير صمامات طبيعية للقلب تدوم مدى الحياة، هذه الصمامات الطبيعية للقلب تنمو بشكل طبيعي وتدوم مدى الحياة ولا تستلزم عملية جراحية، بل يمكن وضعها من خلال القسطرة دون الحاجة إلى شق الصدر نظرا لحجمها الصغير.
ويقول جراح القلب العالمي، إن الصمام الطبيعي أثبت نجاحًا باهرًا خلال التجارب على الحيوانات، حيث قامت بجذب خلايا الجسم وطورتها لتكون جزءًا من الصمام نفسه ما يجعلها تعمل كصمام حي مليء بالخلايا في اكتشاف مذهل، مؤكدا أنه وخلال عام ونصف على أقصى تقدير سيتم تطبيق التجربة على الإنسان قبل الحصول على موافقة الجهات الطبية العالمية.
هذا التطور الطبي الرهيب يعزز جودة حياة المرضى، كما يمكن لهذه الصمامات أن تنمو مع الأطفال الذين يولدون بعيوب في القلب، والذين يخضعون لعمليات استبدال الصمامات عدة مرات قبل وصولهم إلى مرحلة البلوغ، مما يجعلها حلاً ناجحا مستدامًا، دون الحاجة إلى تكرار العمليات الجراحية. الصمام الطبيعي الجديد، سيتم تصنيعه في معامله بإنجلترا وأيضا في ألمانيا وهولندا بالإضافة إلى مصر إذا توفرت الإمكانيات، على أن يطرح الصمام للبيع بعد 3 سنوات عقب موافقة الجهات الطبية العالمية عليه
الرجل الأسطورة أطال الله في عمره- 89 عاما – لم يفقد حبه واصراره ودأبه وشغفه للعلم ومنح انجازه للمرضى والمحتاجين ورسم الابتسامة فوق الوجوه اليائسة ومنحها قبلة الحياة، منذ أن قرر أن يتخصص فى جراحة القلب والصدر أثناء دراسته بطب قصر العيني قبل تخرجه عام 57 وسفره الى انجلترا عام 1962 لاستكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه والتخصص فى جراحات القلب والصدر . كان وراء الاصرار والعمل على تحقيق الحلم هو وفاة عمته الصغرى "أوجينى" عن عمر صغير- 21 عاما -بسبب إصابتها بضيق فى صمام القلب، وحزن الأب حبيب يعقوب على شقيقته التى اختطفها الموت فى سن مبكرة، وظلت هذه القصة تتردد فى عقل مجدى يعقوب الابن حتى قرر أن يصبح هدفه التخصص فى علاج القلب لإنقاذ حياة المرضى
ما يستحقه مجدي يعقوب منا هو تدريس سيرته الشخصية والمهنية وإنجازاته الطبية في مناهج الدراسة ولطلبة الطب لتتعرف عليها الأجيال الجديدة فهي سيرة استثنائية دخل بها مجدي يعقوب موسوعة جينيس للأرقام القياسية بإجرائه 100 عملية قلب في عام واحد فقط.
لن نكرم مجدي يعقوب أو نخلده بإطلاق اسمه على صالة أو شارع أو ميدان أو غيره، فالسيرة عامرة بالإنجازات والنياشين والتكريمات من كافة دول العالم والأوسمة رفيعة المستوى من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ومنحته لقب" سير" ولقبته أميرة ويلز الراحلة، ديانا بـ"ملك القلوب" علاوة على عدة أوسمة من رؤساء وملوك حول العالم .
وأفردت له جريدة التايمز البريطانية فى عام 1978 صفحاتها الأولى لتقدم لقرائها يوما فى حياة مجدى يعقوب تحت عنوان "الجراح النابغة الذى يعزف يوميا لحن الأمل والحياة" ثم تعود الصحيفة العريقة فى عام 2001 وتنشر تحقيقا مصورا عن الرحلات المكوكية ليعقوب إلى مصر ودول إفريقيا لإجراء جراحات بالقلب بالمجان للأطفال.
ما يستحقه مجدي يعقوب هو أن تسعى اليه جائزة نوبل في الطب العام الجارى فهو شرف لهذه الجائزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة