باتت العديد من العلاقات يحكم عليها الكثير بأن الذي يربطها هي المصالح والمنفعة، فأصبح حب الناس النابع من القلب قيمة نادرة يبحث عنها الكثير لتُضيء دروب العلاقات.
فمشاعر المودة والاحترام بين الأفراد لا تحتاج إلى مبررات أو مصالح متبادلة بينها، بل هي صفة تعبر عن أصول تكمن بالداخل، وتنبع من قيم أصيلة مثل الصدق، الوفاء، والإخلاص، وليس كل علاقة بين شخصين مبنية على تبادل المنافع، أحيانًا تكون مجرد ابتسامة، كلمة طيبة صادقة، أو دعم معنوي دليلًا على روابط نقية وصادقة تجمعهم.
للأسف، فهناك فئة من الناس تُفسد نقاء هذه العلاقات بتفسيراتهم الخاطئة المريضة، لانهم يعتقدون أن أي تقارب بين الأفراد مرتبط بمصلحة خفية لا يعلموها، فهذه النظرة السلبية تعبر عن مرضًا نفسيًا واجتماعيًا يعكر صفو العلاقات الإنسانية الصادقة، فالتفكير الدائم بالمصالح يُضعف الثقة، ويُحول العلاقات إلى معادلات مادية تفتقر إلى الروح الإنسانية.
الحب النقي بين الناس هو ما يخلق بيئة صحية مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، وليس على حسابات شخصية، وعلينا جميعًا أن نؤمن بأن العطاء بدون انتظار مقابل هو أسمى صور الإنسانية، فعندما نُخرج أنفسنا من دائرة الشك والمصلحة، سنستطيع أن نبني علاقات ترتكز على الصدق والإخلاص، فتزدهر حياتنا بحب صادق لا تشوبه الأنانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة