مع انتقال اللاعب المصري الدولي عمر مرموش إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، أصبح لدينا لاعب مصري ثانٍ في الدوري الإنجليزي بعد النجم الكبير محمد صلاح، لينضم إلى قائمة النجوم الذين يرفعون راية مصر في المحافل الدولية، ولكن، في خضم هذا الفخر والتقدير، تبرز سؤالًا مهمًا: هل سنظل ننتظر تلك النجوم الكبرى ليومنا هذا؟ أم أننا نمتلك من الموهوبين في مختلف المجالات ما يعزز من فخرنا ويجعلنا نحتفل بمواهب جديدة كل يوم؟
إن قصة مرموش، لاعب يمتلك موهبة غير تقليدية استطاع أن يتسلق بها إلى أعلى المراتب في كرة القدم العالمية، ليست مجرد مثال رياضي، بل دعوة مفتوحة للبحث عن المبدعين والمبدعات في جميع المجالات، فمصر، تلك الأرض التي لا ينضب فيها الإبداع، بحاجة إلى أن تفتح نوافذها على كل زاوية، لتكتشف المواهب وتمنحها الفرصة في الضوء.
في الصعيد، حيث الملاعب الترابية تنتظر اكتشاف أبطال المستقبل، وفي قلب الدلتا، حيث يمكن أن يكون هناك فتى أو فتاة يسيرون على درب مرموش وصلاح، علينا أن نبذل الجهد للبحث عنهم.
لكن البحث عن الموهوبين لا يتوقف عند كرة القدم فقط، نحن بحاجة إلى التفتيش عن المبدعين في كل مكان؛ في حفظ القرآن الكريم، حيث يكمن في شبابنا قدرة على الوصول إلى أعلى درجات العلم والدين، وفي الإنشاد الديني، حيث يمكن لأصوات تنساب كأمواج بحرية أن تأسر قلوب الملايين، وفي الغناء والمسرح والرسم، حيث يمكن لفرشاة أو لحن أن يعبر عن أحلام أمة ويغني سماءها بالثقافة والفن.
مصر لا تنضب من الموهوبين، هي أرض الولادة للمبدعين، وهي مصدر لا ينتهي للإبداع، علينا أن نبحث عنهم في كل زاوية، وفي كل قرية ومدينة، علينا أن نحتضن هؤلاء الشباب وأن نفتح أمامهم أبواب الفرص، فكل موهبة نكتشفها هي خطوة نحو بناء مصر جديدة، قوية بأبنائها، رافعة راياتها في كل المجالات، لتواصل السير على درب مرموش وصلاح، وأجيال من المبدعين الذين سيجعلون من العالم مكانًا أفضل.
دعونا نبحث عنهم الآن، قبل أن نجد أنفسنا نندم على الفرص التي فوتناها، فمصر، كما قال شاعرها الكبير حافظ إبراهيم: "البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة