منطقة المندرة، هذه البقعة الساحلية العتيقة في مدينة الإسكندرية، تشهد اليوم تحولًا مثيرًا بين ماضيها المجيد ومستقبلها الواعد.
المندرة، بكل ما تحمله من ذكريات وطابع خاص، تتحول إلى نموذج حي للنهضة الحضرية التي تدمج بين عبق التاريخ وأشواق التطور.
من يمر في شوارع المندرة العتيقة لا يمكنه أن يغفل عن تلك اللمسات التي تختلط فيها أصوات البحر بعبق الماضي، شواطئها الخمسة، وقصر المنتزه الشامخ، وطاحونة المندرة الأثرية التي تشهد على الأيام التي لا تغيب، جميعها معالم تضج بالحكايات.
بين جدران هذا المكان، تتناغم قصص الأجيال التي مرت هنا، ابتداءً من طلاب كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر إلى الزوار الذين لا تمل أعينهم من شواطئها.
الزائر للمندرة يشعر وكأن الزمن قد تباطأ هنا، فتحتفظ المقاهي القديمة في شوارع ملك حفني والكورنيش بجوها الدافئ الذي يذكر أهاليها بحكايات لا تنتهي.
أما مساجد المندرة، مثل "الرحمن الرحيم" و"رب النقيب"، فهي نوافذ روحية تطل على تاريخ المنطقة العريق، لكن المندرة ليست فقط مكانًا للذكريات؛ فهي اليوم على أعتاب نقلة حضارية غير مسبوقة.
بفضل التوجيهات الحكيمة للفريق أول أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، تم البدء في إزالة الأسواق العشوائية والمواقف العشوائية، تمهيدًا لإزالة النفق القديم الذي لطالما شكّل تحديًا للمنطقة.
ومع إلغاء محطة القطار القديمة وإنشاء شبكة مترو جديدة، تبدو المندرة على وشك أن تصبح رافدًا حيويًا من روافد المدينة الحديثة.
المندرة ليست مجرد منطقة سكنية، بل هي قلب نابض يعكس تاريخ مدينة الإسكندرية وعراقتها، واليوم باتت هذه المنطقة على موعد مع تحول غير مسبوق.
المنطقة، التي كانت على مر العصور نقطة التقاء بين البحر والتاريخ، تبدو الآن على أعتاب فصل جديد من التطور، حيث يصبح الجمع بين الأصالة والمعاصرة هو القاعدة، لا الاستثناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة