حسين حمودة

سليمان العطار و"قوة الخيال"

الجمعة، 17 يناير 2025 01:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفي معرض الكتاب، في دورته هذا العام، بمسيرة كل من الدكتور مصطفى ناصف، والدكتور سليمان العطار، وكل منهما جدير بالاحتفاء.

والدكتور سليمان العطار (1945 ـ 2020)، لمن لا يعرفه، صاحب كتابات مهمة، لم تنل ما تستحق من اهتمام، منها: (مقدمة في تاريخ الأدب العربي ـ دراسة في بنية العقل العربي)، (الخيال والشعر في تصوف الأندلس)، (الموتيف في الأدب الشعبي والأدب الفردي ـ نحو منهجية جديدة)، (مقدمة منهجية لدراسة الأدب العربي)، (الخيال عند ابن عربي ـ النظرية والمجالات)، كما أنه صاحب ترجمات مهمة أيضا، من أشهرها ترجمته لرواية ثربانتس (دون كيخوتي) ورواية جارثيا ماركيز (مائة عام من العزلة)، و(خلية النحل) لخوسيه ثيلا، وله أيضا بعض النصوص الإبداعية، منها (أيام النوم السبعة). وقد عمل، لفترة، مستشارا ثقافيا لمصر في إسبانيا.

انشغل الدكتور العطار، في أغلب ما كتب، بأسئلة الحاضر والمستقبل.. وقد كان هذا الانشغال واضحا حتى في كتاباته عن التراث العربي، ومن ذلك كتابه (الخيال عند ابن عربي ـ النظرية والمجالات).

في مقدمة الكتاب، قبل تناول "النظرية" و"المجالات"، يتوقف الدكتور سليمان العطار عند ما يتصوره حول وضعنا الراهن (خلال القرن العشرين)، ويرى أننا "لازلنا نعيش في عصر النهضة"، وإن كنا لا ندرك هذا.. ويؤكد أن "فقداننا الوعي بذلك يجعل النهضة ترتد إلى سلفية متطرفة تارة، وإلى تقمص مذاهب غربية تارة أخرى".. ولذلك علينا أن "نوقظ الوعي بالنهضة"، ولعل اللبنات الأولى لهذه النهضة، في تصوره، تتمثل في "إحياء الفكر الخالد الذي تجاوزنا به العصور الوسيطة" (كما تجاوزت به أوروبا تلك العصور)، ومن هذا "الفكر الخالد المطلوب إحياؤه فكر المتصوف ابن عربي"، فمن أهم تصورات ابن عربي، في كتاباته الغزيرة، ما يرتبط بالخيال.

العنصر المركزي، في فكر ابن عربي، كما يرى الدكتور سليمان العطار، هو الخيال "باعتباره أداة للمعرفة هي جماع أدوات المعرفة الأخرى (العقل والحسّ)، ثم باعتباره قوة خلاقة مبدعة لأرقى علوم المعرفة".. والدكتور العطار يصل بين نظرية الخيال عند ابن عربي وما يمكن أن تقدمه لنا، في حاضرنا: "أنها تفتح لنا أفقا لابد أن نغزوه في مجهوداتنا الإحيائية".

وفي تحديد هذا الأفق الذي يمكن أن تفتحه لنا نظرية الخيال عند ابن عربي، يشير الدكتور سليمان العطار، باختصار، إلى أنه: "أفق الإبداع والاختراع في عصرنا الحالي".

في مواجهة الاعتراضات الممكنة على ما يبدو نوعا من الحماس، في هذا التصور، يمكن أن يطرح تساؤل، ينطوي هو نفسه على إجابة عنه:
.. أليس كل إبداع حقيقي ينطوى على شيئ من الخيال؟

.. أليست الاختراعات الجديدة، في عصرنا وفي كل عصر، بدأت وتبدأ دائما من الخيال؟









الموضوعات المتعلقة

استعادة مكاوى سعيد

الجمعة، 10 يناير 2025 07:16 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة