دندراوى الهوارى

جماعة الإخوان تهدد المصريين.. «الرصاص هو الحل»!

الثلاثاء، 14 يناير 2025 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رسمت جماعة الإخوان، منذ تأسيسها وطول عقود طويلة، صورة نمطية «وهمية» لنفسها، ظاهرها أنها تنظيم يقاوم المحتل، وأن نضالهم السياسى فى الداخل «سلمى» هدفه مساندة ودعم الشعب المصرى، بينما ما تخفيه الصورة كوارث دينية وقيمية وسياسية، ورغم محاولات إجادة «التمثيل» بأنها الجماعة الدينية السلمية، رافعة شعار «سلميتنا أقوى من الرصاص»، فإن هناك زلات نطقت بها ألسنة قياداتها تكشف بوضوح حقيقة هذه الجماعة، منها زلة لسان مؤسسها حسن البنا، الذى قال: «أنا لا أنتمى لوطن».. أما ما قاله الرجل الأبرز، من حيث الأهمية والتقديس عند الجماعة، «سيد قطب»، «وما الوطن إلا حفنة من تراب عفن»، فهى خطيئة ترسم الصورة الحقيقية لمفهوم الوطن عند الجماعة.

أراد المرشد العام للجماعة، مهدى عاكف، أن يُزيد فى التجويد عن سابقيه، فقال: «طززز فى مصر» ثم جاء المرشد العام محمد بديع وقال: «الجماعة فوق الجميع»، وختمها محمد مرسى بجملته الشهيرة: «الشرعية أو الدم».

«سلميتنا أقوى من الرصاص».. كانت رسائل موجهة للخارج بأن الجماعة تنظيم سياسى سلمى، رغم التصريحات الرسمية والجرائم التى ارتكبتها عيانا بيانا، نهارا جهارا، بدءا من الارتماء فى أحضان المحتل الإنجليزى ضد نضال المصريين، ومرورا بتنفيذ الجريمة النكراء حريق القاهرة عام 1952 ومحاولة التنصل من الجريمة، رغم الأدلة الثابتة على تورطها، ثم تكرارها فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وحريق المجمع العلمى 2011.

لا يمكن أن ننسى تهديد الجماعة علنيا وأمام الشاشات، شاهدها الجميع فى الداخل والخارج بحرق مصر لو سقط محمد مرسى العياط فى الانتخابات الرئاسية 2012 أمام منافسه أحمد شفيق، والتأكيد على أن لديهم 100 ألف مقاتل سيتحركون فورا لإشعال النار لتقضى على الأخضر واليابس فى هذا الوطن.

وهل ننسى الحرائق والتفجيرات التى أعقبت فض اعتصام رابعة فى منتصف أغسطس 2013، ومحاولة الإرهابيين تدمير البلاد وإحداث فوضى عارمة؟
هذه مجرد نماذج من شعار «سلميتنا أقوى من الرصاص»، والحقيقة أن سلميتهم ما هى إلى رصاص وقنابل وحرائق وخراب ودمار، وخيانة وغدر، وكراهية مفرطة لمفهوم الوطن والوطنية، تأسيسا على عقيدة الجماعة القائمة على مشروع حكم العالم أو ما يطلق عليه فى أدبياتهم «أستاذية العالم».

ورغم شعار الجماعة التاريخى «الإسلام هو الحل»، فإنهم استحدثوا شعار «سلميتنا أقوى من الرصاص» مع اندلاع 25 يناير 2011 وظلوا يتشبثون بهذا الشعار، لأن التوقيت حينها، دوليا وإقليميا ومحليا، كان يحض على سلمية الحراك والانتفاضات، ويؤكد عليها دائما حتى جاءت أحداث سوريا، وظهر منتخب العالم للإرهاب فى الصورة معلنا التغيير المسلح برضا وقبول ودفع من قوى إقليمية ودولية، فوجدت الجماعة فرصتها- من وجهة نظرها- لتوظيف أحداث سوريا واستثمارها، فقررت تغيير شعارها من «الإسلام هو الحل» و«سلميتنا أقوى من الرصاص» إلى «الرصاص هو الحل»، والقيام بثورة مسلحة ترفع فيها السلاح فى وجه المصريين وتهددهم بالقتل، وتقضى على أمنهم واستقرارهم، وتمكين كل الأعداء من البلاد!

الجماعة حاليا أعلنت الحرب على المصريين، والثأر منهم لأنهم خرجوا عليها فى 30 يونيو 2013 وطردوها من المشهد العام، وتلقينها درسا قويا لم ينسوه، فعادوا من جديد اعتقادا منهم أن أحداث سوريا منحتهم قبلة الحياة، ولن نتحدث هنا عن أن المصريين غير أى شعب، كونهم خرجوا من مشيمة واحدة، ونسيجهم الاجتماعى قوى ومتين، ولكن المصريين جربوا وعاشوا جرائم الجماعة التى يندى لها جبين الإنسانية!

جماعة الإخوان اعتمدت خطة من عنصرين للعودة وتهديد المصريين بالقتل، العنصر الأول قائم على ترويج الشائعات بشكل مكثف، قناعة منها أن الشائعات تنتشر أكثر فى وقت الأزمات والكوارث والحروب، وهو عنصر قائم فعليا، فالحروب مشتعلة على كل حدود مصر، وهناك غليان مما يحدث فى غزة وجنوب لبنان، وخوف ورعب من المجهول الذى وقعت فيه سوريا، وهى نظرية توصل لها رائد علم النفس الاجتماعى الأمريكى الشهير «جوردون ألبورت» فى كتابه الشهير عن سيكولوجية الشائعات، موضحا أن الشائعات من الحروب المعنوية والنفسية، التى تفوق مخاطرها الحروب العسكرية والكوارث الطبيعية، كونها تنمو فى الأجواء الحبلى بعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية متعددة، ما يشكل البيئة الخصبة لانتشارها، وتحقيق الأهداف المرجوة من إطلاقها.

حرب الشائعات، كما يراها رائد علم النفس الاجتماعى الأمريكى الشهير، قادرة على النيل من العقل والفكر والخيال والوجدان للشعوب، وتضليل الرأى العام، وإثارة الفتنة، وتصدير القلق الاجتماعى، وتحطيم وحدة الصف المجتمعى، وزعزعة الأمن، والتشكيك فى الأنظمة والحكومات والمؤسسات، والتسخيف من الإنجازات، وخلخلة توازن الروح المعنوية للمواطنين.

وهى تكتيكات حرب الشائعات التى تنفذها جماعة الإخوان، حاليا، ووظفوا التكنولوجيا الحديثة لترويجها، وتزييف الحقائق وتداول تصريحات لمسؤولين كبار وشخصيات عامة، باستخدام الذكاء الاصطناعى الـ «AI».

العنصر الثانى فى الحرب، تغيير الشعارين «الإسلام هو الحل» و«سلميتنا أقوى من الرصاص» إلى «الرصاص هو الحل» و«ثورتنا مسلحة» فى تهديد واضح للمصريين بالقتل وتدمير أمنهم، وهدم استقرارهم، وتداعى كل الأعداء عليهم كالوحوش المفترسة والطيور الجارحة، مثلما يحدث فى سوريا، فرأينا التنازع بين إسرائيل وتركيا للسيطرة على الأرض والمياه والمقدرات فى الوطن الشقيق الموجوع!

من رحمة ربنا بهذا الوطن أنه ابتلاه بجماعات وتنظيمات غبية وبليدة فى استيعاب وفهم خريطة التركيبة السكانية فى مصر، وأنها خريطة تتحد وتتماسك وقت الأزمات، وأن الشعب لديه مخزون حضارى متجذر فى قلب التاريخ، منحته القدرة على التقييم والفرز الصحيح، ومن حيث تريد الجماعة توظيف ما يحدث فى سوريا لتطبيقه فى مصر، فإن المصريين استوعبوا الدرس السورى بشكل متميز، وأعلنوا بوضوح رفضهم للميليشيات والتنظيمات التكفيرية أن تسيطر على المشهد العام وتقود البلاد للمجهول، ومن ثم التصدى لأى محاولة يمكن استنساخها فى البلاد!
وتبقى مصر آمنة ومستقرة، بشعب متماسك، وجيش قوى قادر على الحماية والردع.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة