كانت نصائح والدى _ الله يرحمه _ لا تتوقف ، كان دائماً يوصينى خيراً بـ "مصر" ويقول لى ( مصر" عظيمة ، تاريخها شاهداً على عظمتها ومجدها ، عظمة "مصر" تأتى من حضارتها وآثارها ومعابدها وأهراماتها ونيلها وأزهرها وكنيستها ، لكن "مصر" أعظم وأعظم بفضل شعبها العظيم الذى شَيد هذه الحضارة وصنع هذا التاريخ ، لذلك افتخرى بمصريتك وافتخرى بانتمائك لهذا البلد العريق صاحبة الحضارة التى لا تُضاهيها حضارة على وجه الأرض ) .. ظلت هذه الكلمات عالقة فى ذهنى ، لا أنساها ، وأعتبرها دستور حياتى الذى أسير عليه عن قناعة مُطلقة ، ولا أحيد عنه مهما حدث
الأسبوع الماضي ذهبت لزيارة ( المتحف المصرى الكبير ) ، وتذكرت نصائح وتوصيات والدى ، وبصراحة : سعدت بمصريتى التى أفتخر بها ، شاهدت تاريخ وأمجاد وحضارة مصر ، متحف عالمى يليق بمصر وبالجمهورية الجديدة التى تأسست بعد نجاح ( ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ العظيمة ) ، رأيت أعداداً كبيرة من السياح الذين ظهرت عليهم علامات السعادة والانبهار مما شاهدوه ، كانوا يلتقطون الصور التذكارية بجوار الآثار المصرية ، فما أجمل الحضارة المصرية وآثارها ؟ .. كان السياح من جنسيات مختلفة ، بعضهم آتى إلى "مصر" من قبل مرات عديدة ، وآخرون أتوا إلى "مصر" لأول مرة ، تحدثت مع عدداً منهم وقالوا لى : قرأنا الكثير عن حضارة "مصر" لكننا لم نتوقع أن "مصر" تضم كل هذه الآثار فـ "مصر" بالفعل عظيمة
"عظمة مصر" تأتى من شعبها الذى مهما عانى فإنه يتحمل ويتصدى ويواجه ويُنكِر ذاته ويُقَسِم لقمة العيش فى وقت المحن والشدائد ويريد الحياة بشرف وعِزة وكرامة ويرفض التفريط فى الحقوق العربية المشروعة .. "عظمة مصر" تأتى من قوتها الناعمة وأدباءها وفنانيها وشعراءها ومُبدعيها ومُثقفيها وصحفييها وإعلاميها وقادتها ومُفكريها ومؤرخيها .. "عظمة مصر" تأتى من دورها _ العربي والإقليمى _ الذى لا يمكن إغفاله وشرفها وأمانتها التى تتعامل بها مع كل الأطراف والتى لا تقبل _ أبداً _ بالجور على الحقوق العربية .. "عظمة مصر" تأتى من السلام الذى ترفع شعاره على الدوام ومن قوتها الكبرى التى تُدافع عن هذا السلام لأن تُدرك بأن السلام يحتاج إلى قوة تحميه .. "عظمة مصر" تأتى من آثارها التى شاهدتها فى ( المتحف المصرى الكبير )
وبطبيعة الحال تابعت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لكل من ( الدانمارك والنرويج وأيرلندا ) الشهر الماضي وقد حققت هذه الزيارة أهدافها ونتائجها كانت مُبهرة وتابعت الدعوات التى قدمها "الرئيس السيسي" للقادة والزعماء والملوك خلال هذه الزيارة لحضور افتتاح ( المتحف المصرى الكبير ) ، سيرى قادة العالم آثارنا التى نُقدمها فى عرض جديد وإبهار جديد .. المُهم لدى أن يرى العالم تاريخنا العريق وحضارتنا المٌلهمة
نصيحة والدى والتى طالبني فيها بأن "أفتخر بمصريتى" لم تأت من فراغ ومازالت أعمل بها بل أعمل على ترسيخها .. أفتخر بما تم تحقيقه من إنجازات ومشروعات قومية على أرض الوطن فى فترة قليلة .. أفتخر بأن بلدى صامدة صمود الجبال أمام موجات من الفوضى بل بالعكس فـ بلدى تبنى فى الوقت الصعب الذى تضيع فيه بعض الدول أمام أعيننا .. أفتخر بأن بلدى قادرة على حماية أمنها القومى ولها هيبة بين الأمم ولها قيمة بين الدول ولها كلمة مسموعة بين الدول .. أفتخر بأن بلدى يضع مسلميها يدهم فى يد مسيحييها ويتبادلان التهانى فى الأعياد ولا يوجد مكان للفتنة بين مواطنيها .. أفتخر بـ ( المتحف المصرى الكبير ) الذى وجدت فيه عظمة مصر وتاريخها المجيد
لذلك فإننى أجد أن من واجبي كإعلامية بأن أعرض إقتراح _ لمن يهمه الإمر _ بمُقتضاة يتم إعلان يوم افتتاح ( المتحف المصرى الكبير ) بـ ( يوم الفخر ) ، وأراه يوماً مناسباً لذلك فى حضور كبار قادة وزعماء وملوك العالم وسيُمثل حدثاً عالمياً البطل فيه هى حضارة مصر وآثارها وشعبها الذى صنع هذه الحضارة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة