قررت حكومة جنوب السودان، تمديد الفترة الانتقالية، وإرجاء الانتخابات الرئاسية لمدة عامين، والتي كان من المقرر إجراءها ديسمبر المقبل، وكانت جوبا قد أعلنت أن سبب التأجيل، هو إتاحة الوقت اللازم لاستكمال عمليات مثل التعداد السكاني وصياغة دستور دائم وتسجيل الأحزاب السياسية، على أن يتم عقد الانتخابات 22 ديسمبر 2026.
قرار جنوب السودان بإرجاء الانتخابات الرئاسية، أثار ردود فعل متباينة، ما بين التشديد على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لإجراء الانتخابات، وبين ترحيب بالتوافق الجنوب السوداني على القرار، إذ أعلن وزير شئون مجلس الوزراء، مارتن إيليا لومورو، إن التمديد جاء بعد توصيات من المؤسسات الانتخابية وقطاع الأمن، وفقا لموقع الحرة.
اتفاق السلام، أو"الاتفاق المنشط لحل النزاع في جمهورية جنوب السودان، في سبتمبر 2018، كان بمثابة محاولة لقمع الصراع العنيف في جنوب السودان، ودخل في "فترة انتقالية"، وكان الاتفاق على أن يتم إجراء انتخابات رئاسية في ديسمبر 2024 قبل أن يتم تأجيلها عامين، وتم التوصل إلى الاتفاق بوساطة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيجاد"، والتي وعدت بأن تراقب إجراءات تنفيذ اتفاق السلام عن كثب.
الاتحاد الإفريقي يجدد دعوته لاتخاذ خطوات ملموسة لإجراء انتخابات شفافة
ومن جهته جدد موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، دعوته إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ الاتفاق المتجدد لحل النزاع في جنوب السودان بالكامل، وحث جميع أصحاب المصلحة على العمل من أجل تحقيق الحق المشروع الذي طال انتظاره وتطلعات جميع مواطني جنوب السودان لإجراء انتخابات شفافة وموثوقة، وبالتالي تعزيز النظام الديمقراطي الدستوري والحكم الشامل.
وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، التزام الاتحاد الأفريقي القوي وتضامنه مع حكومة وشعب جنوب السودان نحو إكمال الانتقال السياسي بنجاح وما بعده، وحث المجتمع الدولي على مواصلة تقديم المساعدة لجنوب السودان، في بيان رسمي.
الإيجاد ترحب بالتوافق على القرار وتؤكد مراقبتها تنفيذ اتفاقية السلام عن كثب
ومن جهته علق ووركنيه جيبيهو، الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيجاد"، على قرار تمديد الفترة الإنتقالية لمدة عامين، وإعادة جدولة الانتخابات من ديسمبر 2024 إلى ديسمبر 2026، ورحب جيبيهو بالطريقة التوافقية التي تم اتخاذ القرار بها.
وحث الأمين التنفيذي لـ"الإيجاد"، الأطراف وحكومة الوحدة الوطنية الجمهورية على تبني وتنمية روح الحوار والتشاور وبناء الإجماع في جميع مسائل الحكم، وخاصة في صنع القرار وحل النزاعات، في بيان رسمي صادر عن المنظمة.
ودعا الأمين التنفيذي الأطراف وحكومة الوحدة الوطنية إلى بذل قصارى جهدهم وتخصيص التمويل الكافي لإكمال المهام المتبقية في غضون الفترة الممتدة، وضمان إجراء الانتخابات في الوقت المناسب.
وتابع البيان :"وبما أن هذا هو التمديد الرابع منذ توقيع اتفاقية السلام الإقليمية في 12 سبتمبر 2018، فإنه يتعين على الأطراف تنفيذ الاتفاقية بجدية وبقدر من العجلة، وفي هذا الصدد، تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية من الأطراف وحكومة الوحدة الوطنية الجمهورية تقديم خطة عمل ملموسة للتنفيذ، إلى جانب استراتيجية تمويل قابلة للتطبيق".
واختتم البيان :"ستواصل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، بصفتها الضامن لاتفاقية السلام الإقليمية، مراقبة تنفيذها عن كثب ودعم التطلعات الديمقراطية لشركاء السلام وشعب جمهورية جنوب السودان".
الاتحاد الأوروبي: الحفاظ على السلام يجب أن يكون أولوية للحكومة الانتقالية
ومن جهته أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لقرار الحكومة الانتقالية في جنوب السودان بتمديد الفترة الانتقالية مرة أخرى لمدة 24 شهرًا أخرى.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان ؤسمى :"يجب استخدام العامين الإضافيين بشكل فعال لتنفيذ الأحكام المتبقية من اتفاق السلام، وخاصة فيما يتعلق ببيئة مواتية وآمنة لإجراء انتخابات شفافة وشاملة وموثوقة ودستور دائم يعكس إرادة الشعب".
وتابع :"لقد عانى شعب جنوب السودان من العنف وانعدام الأمن وانعدام سيادة القانون لفترة طويلة جدًا، يجب أن يكون الحفاظ على السلام من خلال تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في اتفاق السلام أولوية للحكومة الانتقالية حتى يتمكن شعب جنوب السودان أخيرًا من اتخاذ قرار بشأن مستقبله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة