محمود جاد

درس أول لـ "المتمرد الصغير"

السبت، 21 سبتمبر 2024 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للمدرسة دائرة ، عند اكتمالها تنضج المشاعر وتختمر الأفكار. كانت قبل عقود جدراناً تنتزع قدراً من الحرية مقابل الكثير من المعرفة ومقومات الحياة.. فصولاً تسكنها مراوغات بريئة وحقد طفولي تجاه "يس" و"يحيي" وكل هؤلاء الذين يضعهم الترتيب الأبجدي في قوائم من يراهنون على نفاد الوقت للهروب من الأسئلة.. كانت هكذا، والأن صارت وداع أقسي لطفلك وصراعا مركباً بين القلب والعقل في أول يوم دراسي.. فالدموع واردة، والمتمرد الصغير قادر علي استمالة قلوب الكبار.

المدرسة أحلام أم وأب يسكنهما الأمل في أن يكون الأبن نسخة أروع وأفضل وأكثر بهاءً وأوفر حظاً، وجهود دولة لا تكل من التطوير والتجارب لتواكب مستجدات العلم والمعرفة، وفي أول يوم دراسي نصلي لأن يكون للعام الجديد فصولاً أكثر رحابة ومحبة، ومؤسسات تعليمية آمنة من كل خيبات الأمل .

هذا فيما يخص مدارسنا ، وما يصاحبها من طقوس وزحام نقابله صباحاً بكدر لا يخلو من ابتسامة رضاً.. أما في بلاد ليست ببعيدة، فهناك مدارس مكشوفة لقصف أو طيران معاد، وأخرى أحيلت إلى ساحات إعدام ومراكز احتجاز بفعل الصراعات الأهلية التي مزقت الخرائط وأحرقت الحدود.

للمدرسة في هذا العام مصائر متباينة لـ"المتمرد الصغير".. ولأول يوم دراسي أجراس أمل ورجاء، وأيضاً ناقوس خطر.. فالوداع علي أبواب المدرسة يقابله فراق في جنائز ربما لا تجد قبر يوارى أصحابها.. وفناء المدرسة وفى دولاً تشاركنا الهوية واللغة وتجاورنا الحدود ، ساحات نفوذ لا مجال فيها للعب، ولا حوار داخلها إلا بالرصاص والمفخخات وإقصاء الآخر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة