أكرم القصاص

مصر وألمانيا.. شراكة من أجل السلام والتنمية

الخميس، 12 سبتمبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تظل علاقات مصر الخارجية نموذجا للانفتاح والتعاون مع كل الأطراف، والارتباط بعلاقات متوازنة مع كل الأطراف الفاعلة فى العالم، وتحرص مصر على توظيف هذه العلاقات فى إحلال السلام ومواجهة التحديات التى تهدد الإقليم والعالم، وتسعى مصر للتفاعل مع كل الملفات المتشابكة والمتقاطعة سعيا إلى استقرار المنطقة والتعامل مع الأزمات وتقليل تأثيرات وانعكاسات الأحداث على حالة الإقليم المشتعل طوال أكثر من عقد، وترى مصر ضرورة وجود صياغة لموقف دولى لمواجهة هذه التحديات، وأن تلعب أوروبا دورا فى هذا الأمر، لمواجهة الحرب على غزة، والسعى لوقف الحرب.


وتمثل العلاقات المصرية الألمانية نموذجا فى العلاقات الدولية من حيث التعاون الثنائى وأيضا التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، ولا تتوقف اتصالات ومباحثات مصر مع المستشار الألمانى أوف شولتز، وأيضا الرئيس الألمانى «فرانك فالتر شتاينماير»، الذى يقوم بزيارة رسمية لمصر برفقة وفد موسع من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، الرئيسان عقدا جلسة مباحثات مغلقة أعقبتها جلسة موسعة بحضور الوفدين الرسميين، وتباحثا حول مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها تطورات الحرب على قطاع غزة، حيث أكد الرئيس السيسى ضرورة الوقف الفورى للحرب الدامية، التى تسببت فى كارثة إنسانية، فضلاً عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتنفيذ حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بوصفه مسار تحقيق السلام والأمن المستدامين بالمنطقة، وأيضا بحثا عدة قضايا على المستوى الثنائى أو الإقليمى، لافتا إلى أهمية تطوير علاقات التعاون بين البلدين وتشكيل آلية للتعاون الاستراتيجى بين الجانبين تحت إشراف وزيرى الخارجية.


الرئيس السيسى قال إنه تحدث مع الرئيس الألمانى باستفاضة عن الأوضاع فى غزة وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإيجاد آلية لإدخال مزيد من المساعدات للقطاع وإطلاق سراح الرهائن وما بعد الحرب، داعيا إلى ضرورة أن تبذل أوروبا جهدا كبيرا خلال هذه المرحلة لتشجيع الأطراف المعنية أو الضغط عليها للوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار ويخفف من معاناة الفلسطينيين فى قطاع غزة.


وقال الرئيس السيسى إن مصر تسعى بجدية لدور إيجابى مع الفلسطينيين خصوصاً مع حماس، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المهم أيضا أن تلعب أوروبا دورا حيويا فى دفع الجهود الإضافية لتحقيق هذا الهدف، مشيرا الى أن أكثر من 40 ألف شخص سقطوا جراء هذا الصراع ثلثاهما من النساء والأطفال، فضلاً عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب، وتم استخدام الجوع كسلاح داخل القطاع ضد الفلسطينيين، مما أثر بشكل كبير جدا على مصداقية وفكرة القيم الخاصة بحقوق الإنسان واصفا ما يحدث فى غزة بأنه «انتهاك صارخ لحقوق الإنسان» يجرى على مرأى ومسمع من الجميع ولم يستطيعوا فعل شىء.


وبجانب التنسيق والتشاور السياسى فى القضايا الإقليمية، والشراكة الاقتصادية والتجارية باعتبار ألمانيا شريكا لمصر فى مجالات الاستثمار والتنمية، والشراكة فى التكنولوجيا سواء فيما يتعلق بالكهرباء أو مشروعات النقل والقطارات، باعتبار مصر أيضا ذات تجربة تنموية مهمة تتيح المجال لجذب استثمارات خارجية وفرص الاستثمار، وتطرقت مباحثات الرئيس مع الرئيس الألمانى إلى ملفات التعليم وبناء القدرات بين البلدين وهو أمر تقدره مصر وأكد الرئيس استعداد مصر للتحرك مع الشركاء الألمان للتعاون بأكبر حجم ممكن من الجامعات والمدارس لأننا بحاجة إلى ذلك فى مصر، رحب الرئيس بالشركات الألمانية للاستثمار والتعاون فى مصر، مؤكدا التزام مصر بحماية الاستثمارات بصفة عامة والألمانية والمستحقات للشركات الألمانية بصفة خاصة، مشيرا إلى أهمية الاطلاع والمعرفة بما تعرضت له  مصر على مدى أربع سنوات إلى أزمات ضخمة ليست لها دخل بها ابتداء من أزمة كورونا إلى الأزمة الروسية ـ الأوكرانية وأزمة قطاع غزة .


وأشار الرئيس السيسى إلى أنه بحث مع الرئيس الألمانى عددًا من الموضوعات من بينها ضرورة إعادة الاستقرار إلى المنطقة خاصة فى السودان وليبيا وبقية الدول التى تشهد صراعًا، وإنهاء حالة الاضطراب بالإقليم حتى لا يتسع الصراع أكثر من ذلك، وحقوق مصر المائية وأهمية إنهاء اتفاق بشأن إدارة وتشغيل سد النهضة فى إثيوبيا طبقا للقانون الدولى.


الرئيس الألمانى «فرانك فالتر شتاينماير»، وصف علاقات بلاده بمصر بأنها «تاريخية تقوم على الثقة المتبادلة والتنوع»، ووجه شكره للرئيس السيسى على الدور الذى تقوم به مصر من أجل إنهاء التوترات والعنف فى الشرق الأوسط.


وتستمر مصر فى مساعيها لإحلال السلام فى المنطقة، وأن تلعب أوروبا دورا أكبر فى مواجهة الصراعات العالمية والإقليمية.


اليوم السابع

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة