أميرة خواسك

الفنان والطبيب مهزلة لا تتكرر

الأحد، 25 أغسطس 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثارت واقعة الفنان محمد فؤاد وطبيب الطوارئ بمستشفى عين شمس التخصصي وما تبعها من اتهامات متبادلة شجون المصريين، وانقسموا بين فريق اتخذ موقف الهجوم على محمد فؤاد واتهامه بالعجرفة والتعالي خاصة بعد تسريب ڤيديو لإحدى السيدات التي تدعي قرابتها له وما بدر منها عبارات غير مسئولة ، وقد اتضح فيما بعد أنها لا صلة لها به ، والفريق الآخر هاجم الطبيب الذي تعامل مع أهل المريض بظهره ثم بادر بضرب المطرب واكتمل الهجوم عليه باتهامه بانتمائه لجماعة الإخوان.


لقد تابعت القصة من بدايتها وشاهدت وقرأت كل ما يتبعها ، ومن ملاحظاتي أن الطبيب قد تعامل بدون اكتراث ربما يبدو متعمدا وفي معظم المشاهد التي عرضت وهو يقف لا يولي أي اهتمام لأسرة المريض الذي ثبت فيما بعد في مستشفى المبرة بمصر القديمة انه مصاب بجلطة في القلب ، وهذا تقصير واضح في حق المريض، الملاحظة الأخرى هي ما قاله الفنان محمد فؤاد مستنكراً أن الطبيب يقف أمام محمد فؤاد وهو تعالي واضح ، إذن نحن أمام طبيب لا يجيد التعامل مع أسرة في حالة فزع على أحد أفرادها ، ومع فنان يتوقع أن يتميز عن غيره من المواطنين.


الواقعة ليست بجديدة، فمع الأسف ومنذ أحداث ٢٥ يناير تتكرر نفس وقائع العنف في المستشفيات، ويتكرر الاعتداء على الأطباء والأطقم الطبية ، وقد شهدت مستشفيات الزرقا  بدمياط وبنها وقويسنا والمنصورة وحلوان والمطرية وغيرها من المستشفيات مثل هذه الحوادث المؤسفة، ومؤخرا صرح الدكتور أبو بكر القاضي أمين صندوق نقابة الأطباء أن ثلاث حالات اعتداء على الأطباء قد وقعت في أقل من شهر ، منها حالة اعتداء بسلاح أبيض في مستشفى سوهاج التعليمي، لكننا قلما نرى حوادث مثيلة في المستشفيات الخاصة والاستثمارية .


هذه الواقعة وغيرها يضعنا أمام حقيقة وجود أزمة علينا جميعا العمل على إيقافها بأي شكل من الأشكال، سواء بتغليظ العقوبات على من يتعدى على الأطباء والأطقم الطبية من ناحية، ومن الناحية الأخرى الخاصة بالأطباء وإدارات المستشفيات وواجبهم تجاه المرضى وأسرهم . وعلى مدى الأيام الماضية شهدنا أطباء يعبرون عن غضبهم من سلوك الفنان وتعاليه على الطبيب ، وفنانون يمتدحون أخلاق المطرب صاحب الواقعة ، وتحول الأمر إلى خلاف بين الفنانين والأطباء، وهذه مشكلة أخرى ، فالقضية ليست في توقع الفنانين معاملة خاصة لهم بحكم شهرتهم ، ولا في بعض الأطباء بحكم تغيرات كثيرة طرأت على مهنتهم ، القضية في الضوابط الاجتماعية والأخلاقية التي نفتقدها يوماً بعد يوم، والتي تكاد تصل إلى حد الفوضى.


فهناك حقوق وواجبات متعارف عليها للمريض، يقابلها مسئوليات على المريض وذويه، ولكن لا أحد يعرفها على الرغم من كونها تتصدر كل المستشفيات  ، وهناك جانب إنساني يتم التغافل عنه تماما، وهذا يشكل خطرا كبيرا فالحالة النفسية والعصبية التي يكون عليها عائلات المرضى وهم يتعلقون بأمل الشفاء أو حتى البقاء على قيد الحياة لذويهم يجب أن تُقدر ويكون مفهوما لدى الأطباء والتمريض أن من حقهم أن يسألوا ويتابعوا ويجدوا الإجابات الواضحة بكل إنسانية وأن الأهالي ايسوا هم المسئولين عن أية مشكلات أوصعوبات تواجه السادة الأطباء ، وفي المقابل احترام الطبيب والتمريض واجب ، وأي اعتداء سواء بالقول أو بالفعل هو جريمة عقوبتها مغلظة ، فليس كل الأهالي ملائكة وليس كل الأطباء أصحاب رسالة، وبالتالي فعلى نقابة الأطباء أن تضع تصورا لحل هذه الأزمة بأسرع وقت وبأفضل رؤية ومنع تكرار مثل هذه المهازل ، فمصر لا تستحق هذا الوضع ، ولا نتحمل تكرار مثل هذه الحوادث.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة