مها عبد القادر

اللقاءات المرتقبة بقطاعات وزارة الثقافة

الجمعة، 16 أغسطس 2024 05:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن المقدرة القائد على تنظيم هيكل العمل بالمؤسسة من الأمور المهمة التي تساعد في مراجعة مسيرة العمل وإجراءاته وترتيب دولابه وإعادة هيكلته؛ ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة لتقويم العمل؛ حيث يقع على عاتق القائد تسهيل الممارسات لتصبح الإدارة قائمةً على الابداع والابتكار في ضوء مراحلٍ تساعده على صناعته، وإبرام التفاوضات والشراكات وفق ماهية الوضع القائم ومعالجة التحديات التي تفرض نفسها؛ لإحداث نقلةً نوعيةً في مسارات العمل بكافة القطاعات والهيئات والمؤسسات.

وتعتبر تَحَمٌّلُ المسئولية في صدارة الصفات التي يتحلى بها القائد؛ فمن خلالها تجري الأحداث والوقائع وتسير الأمور استناداً على قراراته؛ لذا فإن ما يتم الوصول إليه من نتائج يتحمل جلها من يقع على عاتقه مسئولية القيادة؛ لأن هناك مرحلة تسبق اتخاذ القرار تتمثل في صناعته من تخطيط وتقوم على وعي صحيح ودراسة عميقة لبواطن الأمور.

ويعتمد القائد على التخطيط الاستراتيجي بشكلٍ مقصودٍ في إدارة العمل؛ حيث يمكنه من الحفاظ على مقدرات المؤسسة المادية والبشرية، ويسعى دومًا إلى تعظيم هذه المقدرات؛ إذ يسير وفق إطار يتسم بالمصداقية والجدية والمنهجية القويمة، وخبرةٍ عمليةٍ عميقةٍ.

وفي هذا الإطار يسعى وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو في ضوء رؤية استراتيجية إلى صناعة قادة يتحملون المسئولية معه؛ لتصبح المؤسسات التابعة للوزارة آمنةً ومستقرةً؛ حيث يضع الخطط المقصودة التي تستهدف وفق معاييرٍ واضحةٍ وإجرائيةٍ القدرات المتطلبة في اختيار القائد؛ ليتم الاختيار الصحيح في ضوء تلك المعايير، كما يرتبط بهذا الأمر تعضيد لغة الحوار البناء والسماح بالإدلاء بالرأي وتعددية المشورة بعد دارسات وبيانات ومعلومات موثوقة؛ ليأخذ الأفراد دورهم في مسار التدريب على القيادة ودروبها وفنياتها.

وفي هذا الصدد يسعي وزير الثقافة إلى عقد اجتماعات ولقاءات مع كل فئة من الفئات الثقافية والفنية على حده من " الفنانين التشكيلين - المسرحيين - الموسيقيين- الأدباء"؛ لبحث المشكلات والتحديات التي تواجه كل فئة على حدة، ووضع خطة عمل واليات لمواجهتها ومن ثم صياغة وثيقة عمل للمرحلة القادمة تتضمن خطة كاملة و رؤية واضحة لتنمية الوعي الثقافي وصيانته وبناء الانسان وتنمية قيم الانتماء والولاء بالمجتمع.

وما يقوم به الوزير يزرع ويعزز في نفوس الجميع القيم الأخلاقية، ومن ثم يزداد الولاء والانتماء بصورة تعضد أواصر المحبة والإخلاص بين القيادات المؤسسية بعضهم البعض ومع مرؤوسيهم بصورةٍ تنازليةٍ، ونؤكد بأنه لا ينبغي أن نتجاهل ملكات الأفراد وما بينها من تفاوتات تحتم على القائد العام أن يراعها عند توزيع المهام؛ ليضمن النجاح في التنفيذ وفق ما هو مخططٌ له، ويعد هذا من منهجية صناعة القائد في أن يثابر في تعليم وتدريب قيادات تحمل الراية، وأن يحضهم بصفةٍ مستمرةٍ على بذل الجهود المخلصة للمؤسسة بما يعمل على تنمية الذات القيادية وقدراتها النوعية

كما يوظف وزير الثقافة الرأي والمشورة من أصحاب الخبرة؛ إذ يكامل بصورة شمولية بين الآراء والأطروحات تجاه قضايا المؤسسات التابعة لوزارته؛ ليخرج بقرار مدروس يقوم على خبرة متأنية، وهذا ما ينبغي أن تمارسه القيادة المؤسسة الرشيدة في إدارة كافة القضايا الشائكة التي تواجه المؤسسات، وهو ما يتسق مع ملامح القائد صاحب الرأي السديد الذي يقدر ويحترم الخبرات ويعلي من شأن أصحابها بصورة مستدامة.

والفئات الثقافية التي تتضمن الفنانين التشكيلين- المسرحيين - الموسيقيين- الأدباء؛ فهناك ضرورة للاستفادة مما لديهم من خبرات ومنحهم الثقة التي تدفعهم للعمل والإنجاز وتحقيق الغايات العليا التي تم التخطيط لها بشكل مسبق وفق سيناريوهات فنية تجعل الجميع شركاء ومسئولين فيما يتم التوصل إليه من نتائج، وهنا يحاول الوزير العمل على تحقيق الهدف؛ فيستطيع أن يحول نقاط الضعف لنقاط قوة مع دراسة الامور بتؤدة وصبر؛ فقد صار كل شيء يدار بعلانية، وشفافية، ونزاهة، ومصداقية.

ولا شك أن الوزير يتمتع بالرؤية السديدة لا يتوقف مطلقًا عند ما يرصد من مشكلات وتحديات، بل يركز بصورة وظيفية على أولويات المستقبل القريب والبعيد؛ ليتبني من الخطط المستقبلية ما يجعل العاملين معه يتقبلوا التغيير ويعشقوا العمل الجاد ويساعدوا في توفير مقومات العمل والجد والاجتهاد بشكل مستمر لتحقيق التنمية والنهضة، وهذا يعبر بصورة مبسطة عن سياق الاستقطاب المرغوب فيه تجاه التقدم والازدهار، ويصعب أن يحدث ذلك بعيدًا عن مصداقية متبادلة بين أطراف التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة.

ونود الإشارة إلى أنه لا يقبل بأي حال من الأحوال مستويات متدنية في الانتاج أو مهارات القيادات أو العاملين بكافة الهيئات والمؤسسات بالدولة؛ فلا مجال ولا مكان للضعف في بنيان المؤسسة الأم، كما لا يقبل نهائياً بالمحسوبية أو الوساطة والرافض القاطع لمسارات وسبل الفساد التي تقوم على تحقيق المصالح الشخصية لأفراد بعينها؛ فتلك بداية الانهيار لا محالة، فالأساس هو الكفاءة وتحقيق التنافسية والريادة والعمل على مواجهة التحديات والصعوبات التي تزيد من الصمود والمقدرة على التعاون البناء؛ فيتواصل العطاء من قبل ثروات بشرية تمتلك المهارة لتقدم أفضل ما لديها لشعب يستحق الرعاية والاهتمام.
______
أستاذ أصول التربية بكلية التربية
بنات القاهرة – جامعة الأزهر










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة