ونبدأ عهدا جديدا في الهيئات الإعلامية مع قامات لها باع طويل في العمل الصحفى والإعلامى، أثبتت كفاءتها في المناصب التي تولتها وتركت بصمات بارزة أهلتها لمرحلة جديدة من مراحل عملها، فمنهم من اشتهر عبر مشواره المهنى باتخاذ مواقف واضحة ومنهم من عبر بنقابة الإعلاميين الى بر الأمان في ظل التحديات التي واجهت الدولة والإعلام المصرى، وكذلك من استطاع الحفاظ على أصول المؤسسات الصحفية القومية من التفريط.
أول هذه القامات هو الدكتور ضياء رشوان الذى تردد اسمه لتولى رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلفا للكاتب الصحفى كرم جبر، الذى يمتلك تاريخا طويلا من العمل السياسى والنقابى والإعلامى أهله لتقلد عدد من المناصب التى ترك فيها بصمة واضحة، بدأ مشواره كباحث مساعد ثم باحث ثم خبير ثم رئيس لوحدة النظم السياسية وبرنامج دراسة الحركات الإسلامية ثم نائب لمدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بين عامى 2009 و2011 ثم مدير للمركز، وخبير وباحث زائر فى عدد من المراكز البحثية بدول مختلفة، مثل فرنسا واليابان وفنلندا والولايات المتحدة الأمريكية، وفى مارس 2013 انتخب ضياء رشوان نقيبَا للصحفيين، وبدأ مهمته الصعبة في ظل حكم الإخوان، مدافعا عن زملائه وعن حرية ممارستهم لعملهم في مواجهة الاعتداءات عليهم ، وتجاوز العجز الهائل الذي كان يمر به مشروع العلاج وزيادة في مشروع العلاج، ما فعله رشوان خلال فترة رئاسته لنقابة الصحفيين أهلته لانتخابه دورتين نقيبا للصحفيين في 2019 و2021، ولتمتعه بقدرته على إدارة الحوار بموضوعية تم اختياره منسقا عاما للحوار الوطنى.
ثانى هذه القامات والتي أثبتت كفاءتها في إدارة المؤسسات الصحفية القومية، المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والتي ترددت أنباء على استمراره في رئاسة الهيئة نظرا لكفاءته وقدرته على تطوير المؤسسات القومية وعلى الاهتمام بالعنصر البشرى وتدريبه وتأهيله للارتقاء بمستوى الأداء المهني، هذا الى جانب جهوده في الحفاظ على أصول المؤسسات الصحفية القومية واستثمارها، وما شهدته الهيئة في عهده من قطع شوطا كبيرا في عمليات التطوير والتحديث وإعادة الهيكلة باعتبار المؤسسات الصحفية القومية إحدى أهم أذرع الإعلام المصري، الذي يعد أحد أدوات قوتنا الناعمة، التي تسهم في التنوير.
من بين الأسماء التي ترددت لرئاسة الهيئات الإعلامية أيضا، الدكتور طارق سعدة الأقرب لرئاسة الهيئة الوطنية للإعلام، الذى عهدت عنه الاجتهاد في العمل ودعم أبناء مهنته، منذ أن تم اختياره وكيلا للجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين ثم اختياره نقيبا للإعلاميين، هذا الى جانب عبوره بنقابة الإعلاميين الى بر الأمان في وقت قياسى وفى ظل تحديات كبيرة واجهت خروج نقابة الإعلاميين الى النور، شهادتى فيه مجروحة ولكن على ثقة تامة بعودة ماسبيرو في عهده لمكانته الكبيرة المعهودة.
نهاية القول.. اختيار هذه القامات لرئاسة الهيئات الإعلامية صادف أهله لما يتمتعون به من خبرات كبيرة ومؤثرة فى العمل الصحفى والإعلامى، المهمة كبيرة والمهنة تواجه تحديات كبيرة في عصر التطور التكنولوجي السريع وانتشار التقنيات الذكية، ولكن نثق أنهم على قدرها وعلى قدر المسئولية ونتمنى منهم المزيد والمزيد والعمل من أجل الصحفيين والإعلاميين والاهتمام بشباب المهنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة