تعد بديعة مصابني واحدة من أشهر الفنانات في النصف الأول من القرن العشرين، وقد كان ارتباطها بالفنان الكبير نجيب الريحاني حدثا كبيرا، وقد رصدت هي جانبا كبيرا من هذه العلاقة في مذكراتها التي كتبها نازك باسيلا:
ومما قالته بديعة مصابني:
أضحك الناس وهو يبكي
قبل عودتي إلى لبنان طرأت على فكرة إقامة بعض حفلات في الإسكندرية، إلى أن يمن الله علينا بالفرج ويفرغ من إعداد الرواية الجديدة، استحسن (نجيب الريحاني) فكرتي هذه وأحضر علي يوسف متعهد حفلاته، وطلب منه أن يجهز لنا ما نحتاج إليه في الإسكندرية. وقع الاتفاق بينه وبين المتعهد على خمس عشرة حفلة نحييها في المصيف البحري الجميل، ذهبنا إلى الإسكندرية وبدأنا بالتمثيل على مسرح : اللهميرا: فأقبل الجمهور علينا إقبالاً منقطع النظير، إقبالاً لم نكن نتوقعه .
وفي إحدى الليالي وبينما كان نجيب يؤدي دوره على المسرح والجمهور مستغرق في الضحك، وصله نعي والدته - أي والدة نجيب - وكان يحبها حباً كبيراً، وقع عليه خبر وفاتها وقع الصاعقة، تسمر في مكانه ولم يدر كيف يتصرف، والجمهور ينتظر منه أن يتابع الرواية - عاد إلى المسرح مسرعاً وعيناه مملوءتان بالدموع وتابع التمثيل، كان عندما ينفجر الجمهور ضاحكاً ينفجر هو باكياً، فيعتقد من يراه أنها دموع الضحك مع ما تحمله من مرارة وألم . ما إن انتهت الرواية وأسدل الستار حتى انطرح معشياً عليه من فرط التأثر والإرهاق.
كان فناناً جباراً يعرف أن دموع الضحك يشوبها دائماً طعم الألم والشقاء. ومن يومها أصبحت هذه الواقعة أسطورة يحلو لمن يشاء من الفنانين أن ينسب لنفسه مثلها عله يثبت مقدرته الفنية - غير أنني أشك في صحة ما يدعون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة