تطلعات وآمال كبيرة تقع على عاتق الحكومة الجديدة فى ظل التحديات العالمية والأخطار المحيطة بالدولة المصرية وتأثير ذلك على الحالة الاقتصادية بالداخل المصرى مما تسبب فى موجة تضخم وارتفاع أسعار السلع، ما يعظم من ضرورة ضخ دماء جديدة فى شرايين الجهاز الإدارى، بهدف إصلاح السياسات العامة، فضًلا عن تلبية مطالب المواطنين.
لذا، فإن تشكيل الحكومة الجديدة جاء في توقيت مهم ومناسب لمواكبة كافة التطورات السياسية والاقتصادية، ما يعكس إدراك القيادة السياسية بالتحديات التي تواجه الدولة في ظل الظروف الراهنة، وكلنا أمل أن يكون هناك برنامج يراعى ترتيب الأولويات خاصة فى الوزرات الخدمية ، مع العمل على التصنيع المحلى والاحتياج إلى توطين الصناعة المحلية، والاعتماد على الصناعة الوطنية، لسد الفجوة ما بين الصادرات والواردات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتج المحلي، مما يؤدى إلى انعكاسات إيجابية على قطاع الصناعة ويؤدى الى تحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة من السلع الاستراتيجية.
وكذلك العمل على تطوير الشخصية المصرية والعمل على بناء الإنسان صحيا وتعليميا وثقافيا، وذلك لأن استراتيجية الدولة المصرية تسعى إلى بناء الإنسان والدولة معا، ولأنه ببساطة لا تقدم ولا تنمية بدون توافر متطلبات التعليم الجيد وضمان الصحة السليمة والوعى، ولأن التعليم هو الوسيلة التى تفتح الطريق لتعظيم وعى المواطن وتثقيفه، أما المقومات الصحية فهي السبيل الوحيد لأداء المهام والمسئوليات على الوجه الكامل، لذلك شمول التعديل الوزارة لهذه الحقب أمر مقدر نحو التقدم والرخاء والازدهار.
ومع العمل على ضرورة تطوير مصادر الدخل القومى، والارتقاء بالخدمات العامة في ظل الطروف الراهنة التي تتطلب تنويع مصادر الدخل القومى، وقيام أجهزة الدولة بالرقابة الصارمة، والعمل على تطوير البنية التحتية ليشعر المواطن بالخدمات المقدمة له.
نعلم أن هناك تحدبات كبيرة أمام الحكومة الجديدة، خاصة فى ملف التضخم ، والنجاح فى هذا الملف يحتاج إلى إصلاح الجهاز الإدارى ويحتاج إلى تمكين القطاع الخاص وخلق أليات مبتكرة لحلول المشكلات والمواكبة لكافة المتغيرات من خلال رؤية استشرافية، والعمل على ترشيد الإنفاق وتحديد الأولويات.
وإذا كان التغيير الوزارى مهم، لكن الأهم ضخ دماء جديدة فى الصف الأول والثانى مطلوب سرعة الأداء وتطوير الأداء وتقييم الأداء بما يضمن جودة العمل، وضبط الموازنة بما ينعكس عل. جودة الحياة ويمنح الدولة مرونة فى التعامل مع الأزمات.
وأعتقد أن التغلب على التحديات يمكن لأن أهم إنجازات الدولة خلال السنوات الماضية أنها وضعت استراتيجية لكل وزارة، واستراتيجية عامة للدولة حتى لا نقع فى الخطأ السابق، حيث كان يأتى كل وزير بخطة وبرحيله تنهار تلك الخطة، ويبدأ الجديد من الصفر.. لكن الآن الأمر مختلف تماما، فالمطلوب وضع برنامج حقيقى لترتيب الأولويات ويأتى فى إطار الشفافية.. حفظ الله مصر وشعبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة