في 25 يوليو 1917 حكمت محكمة فرنسية على الراقصة الغريبة والعميلة السرية المشتبه بها ماتا هارى بالإعدام بتهمة التجسس لصالح ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
منذ عام 1903 كانت مارجريتا جيرترويدا زيل، المولودة في بلدة صغيرة في شمال هولندا، والمتزوجة سابقًا من قائد في الجيش الهولندي، تؤدي عروضًا في باريس كراقصة.
تبنت شخصية ماتا هاري على المسرح مدعية أنها ولدت في معبد هندي مقدس وتعلمت الرقصات الهندية القديمة من قبل كاهنة أعطتها الاسم، الذي يعني "عين الفجر"، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
وسرعان ما اكتسبت رقصاتها الغريبة المعجبين في جميع أنحاء أوروبا، حيث امتلأت قاعات الرقص من موسكو إلى برلين إلى مدريد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى استعدادها للرقص عارية تمامًا تقريبًا في الأماكن العامة.
ووقت اندلاع الحرب العالمية الأولى كان كتالوج عشاقها يشمل ضباطًا عسكريين رفيعي المستوى وشخصيات سياسية من فرنسا وألمانيا.
كانت ظروف أنشطتها التجسسية المزعومة أثناء الحرب غير واضحة ولا تزال: قيل إنه أثناء وجودها في هولندا في عام 1916، عرض عليها قنصل ألماني نقودًا للإبلاغ عن المعلومات التي حصلت عليها في زيارتها التالية لفرنسا.
ويبدو أن المخابرات البريطانية اكتشفت تفاصيل هذا الترتيب ونقلتها إلى فرنسا، على أي حال، ألقي القبض على ماتا هاري في باريس في فبراير 1917.
وفي إطار التحقيق الذي أجرته الاستخبارات العسكرية الفرنسية، اعترفت ماتا هاري بأنها نقلت معلومات قديمة إلى ضابط استخبارات ألماني، ولكنها زعمت أنها كانت تتقاضى أجراً مقابل العمل كجاسوسة فرنسية في بلجيكا (التي كانت محتلة من قِبَل الألمان آنذاك)، رغم أنها لم تبلغ الفرنسيين بتعاملاتها السابقة مع القنصل الألماني. ويبدو أنها كانت تعمل كعميلة مزدوجة، رغم أن الألمان اعتبروها على ما يبدو عميلة غير فعّالة لم تسفر أنشطتها عن معلومات استخباراتية ذات قيمة تذكر.
صنفت بأنها أخطر جاسوسة في القرن لصرف الانتباه عن الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الفرنسي على الجبهة الغربية، ورغم أن الكثيرين ينظرون إليها باعتبارها ضحية بسبب مسيرتها المهنية كراقصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة