نعم كما قرأت.. الحياة عادلة.. وعادلة تماما.. لكنه الإنسان قصير النظر.. سطحي التفكير.. عجول الفهم ومتعجل في جنى الثمار.. من لا يصبر على حكمة ربه.
دائم ترديد "ليه بيحصل كدة"؟
الحياة عادلة جدا يا صديقي.. متى كانت الحياة غير منصفة معك؟ هل اختارك رب العالمين من بداية خلقك .. وجعلك كائن تحيا وتتنفس .. تعيش تحت سمائه .. وتأكل من خيراته.. وتنعم بدنياه .. ليظلمك؟
سترى أن حياتك من خلال منظورك أنت، تتمحور ما بين المنح والمنع .. والأخذ والحرمان .. فلا أحد سابقك .. ولا أنت متأخر عن أحد.. الارزاق مقسمة ، لك مثل غيرك تماما.. لكنها متنوعة .. لك حصص كاملة، لكنها قد تختلف في الترتيب.. تزيد أو تنقص عن غيرك ، لكنها هي هي كما لدى غيرك.
الأمراض، والإصابات والنوائب، أقدار من الله لا نعلم حكمتها لكنا نقف أمامها كما وقف الكليم موسي غير مدرك الحكمة منها، لكن التسليم والتفويض الدائم لله هو كلمة السر.
بحسابات العقل القاصر تراك مظلوم.. مقترا عليك في رزقك.. متأخرا في ترقية ما.. أو في رزق ما.. لكن بحسابات العادل ، الحكيم .. كل بنى آدم مرزق، كل إنسان بل كل كائن أيا ما كان ودابة وجدت على تلك الأرض لها رزقها ، المحتوم والمقدر لها، فسبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم " كل شيء خلقناه بقدر" ، و " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " ، وغيرها من الآيات التي تحدثت وأكدت على فكرة ان الرزق لله وبيد الله وحده ، يوزعه عدلا ، وحكمة على عباده كما يشاء.
قد تعمل كثيرا لكن راتبك بسيط.. لكنها البركة يا صديقى، تجعل ما فى يديك يتجاوز أصحاب الرواتب العليا.
قد تمرض قليلا، لكن قرص أو دواء لدى طبيب ما، بقدرة الله يسكن ألمك سريعا ، بخلاف غيرك من أصحاب الامراض المزمنة.
قد تنقص قيمة رزق ما لديك ، ولكن تزيد نوعية أخرى من الارزاق.
هي كلها احتمالات لأبواب تفتح، وأرزاق مكتوبة لك ، لكنه الإنسان من يتعجل وينتظر الخيرات دائما، فالإنسان خلق عجولا، وضعيفا. وقد نبهنا الله سبحانه وتعالى لذلك.
الحياة عادلة، لأن الله عدل، حكيم، يتصرف في ملكه كيفما يشاء، عادلة بغض النظرعن إنها دار كدر، وابتلاءات واختبارات ، عادلة لأنها تقدم لك كل وجميع حصصك كاملة، وما لم تراه حاليا تجده مستقبلا، لكن بنسب متفاوتة حسب ما تحتاجه أنت، وحسب ما يهذب وتحتاجه نفسك .
عادلة ، بفضل الله، عادلة في مجملها، وإن كانت النتائج بالآخرة، جنة الخلد بنعيمها الأبدي المقيم، أو نارها للظالمين .
الحياة عادلة تحتاج منك تقبلها ، وتقبل كافة مواقفها .. فاركن إلى اسم الله الخبير.. فالله سبحانه يعلم أكثر .. ولعله خير..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة